الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

المبـادرات العربيــة والإسلاميــة مفتوحـة المصدر في مجـال التحلـيل الآلي للاستشهدات المرجعية والدراسات الببليومترية / صالح الزهيمي





إن المتتبع للدراسات العربية في مجال تحليل النتاج الفكري العربي يجد بأنها تفتقر إلى نظام آلي مفتوح المصدر يعين الباحثين على تحليل الاستشهادات المرجعية باستخدام القياسات الببليومتروية، وفي المقابل تتوفر أدوات متقدمة وبرامج عالمية (تجارية) تقدم حلول لتحليل للنتاج الفكري الأجنبي (المنشور باللغة الانجليزية) مثل Scopus  و Journal of Citation Report (JCR) .

ويرجع هذا إلى ضعف المبادرات العربية والاسلامية في مجال تطوير نظم آلية سواء كانت تجارية أو مفتوحة المصدر للاستشهادات المرجعية المنشورة في المصادر العربية، أو الاستشهادات المكتوبة باللغة العربية (الزهيمي، 2007 ؛ كلو، 2009).

تعتبر القياسات الببليومترية من أهم أدوات البحث العلمي لمعرفة خصائص النتاج الفكري في مجال معين، ومعرفة خصائص التأليف فيه، ودراسة التفرعات البنيوية للعلوم، وقياس التشارك المعرفي بين الباحثين، وطبيعة المواضيع المبحوث عنها، والمصادر البؤرية في التخصصات العلمية وغيرها، ومعرفة جودة وقوة الدوريات في مجال معين، وغيرها من القياسات التي أسهمت كثيرا في معرفة 

خريطة البحث العلمي وتوجهاته العالمية

ومع ظهور العديد من الدوريات الالكترونية والمطبوعة بدأ ” التفكير في اتخاذ الاستشهادات المرجعية أساسًا للحكم على المطبوعات الدورية منذ أكثر من نصف قرن مضى حينما كان المكتبيون يواجهون صعوبات في تقييم الدوريات واختيار المناسب لاقتنائها.. فتوالت الجهود بعد ذلك لإلقاء الضوء على الدوريات المتخصصة باعتبارها أحد المكونات الأساسية لنظام المعلومات” (قاسم، ١٩٨٤)

ونظرا لهذه الأهمية فقد انتشرت العديد من الأنظمة الآلية الأجنبية التي تعنى بتحليل النتاج الفكري الأجنبي وبناء مؤشرات احصائية وقياسات ببليومترية، ومن أشهر هذه الأنظمة Scopus  و Journal of Citation Report (JCR) .

ومع توفر العديد من الدراسات التي تطرقت إلى هذه الأنظمة الآلية سواء من خلال الاستعانة بها في تحليل نتاج فكري معين أو من خلال تقييم هذه الأنظمة ومدى التزامها بالقياسات والقوانيين الببليومترية، إلا أن الدراسات العربية (الدراسات التي تعنى بتحليل النتاج الفكري العربي) لم تستفد كثيرا من هذه الأنظمة كونها لا تدعم المصادر والاستشهادات المكتوبة باللغة العربية، مما يضطر الباحثون والمهتون بالدراسات الببليومترية وتحليل خصائص انتاج فكري معين إلى استخدام الطرق اليدوية في التحليل وتطبيق القوانيين الببليومترية. وهذا بحد ذاته أثر على طبيعة هذه الدراسات العربية من خلال ما يلي:

  • الضعف الكمي للدراسات التي تتناول خصائص النتاج الفكري العربي مقارنة بالدراسات التي تتناول النتاج الأجنبي

  • الضف النوعي ويتخلص هذا الضعف من خلال ما يلي:

    • معظم الدراسات التي تحلل النتاج الفكري العربي تقتصر على البيانات الببليوجرافية دون التطرق إلى الاستشهادات المرجعية الواردة به.

    • أو عدم شموليتها للقياسات الببلومترية نظرا لصعوبة تحليل بعض القياسات يدويا

    • ضعف في التغطية الموضوعية، فالمتخصص في هذا المجال يجد بأن معظم الدراسات تتناول المواضيع الأدبية والانسانية، وقلما نجد دراسات تناولت المواضيع العلمية كالطب وغيرها

    • ضعف في التغطية الشكلية، فمعظم الدراسات تحلل النتاج الفكري العربي المنشور في الدوريات أو الأطروحات الجامعية، بينما هناك ضعف في تحليل الكتب العربية.

تظهر لنا الدراسات المهتمة بالقياسات الببليومترية أربعة أنواع أساسية من التحليل الببليومتري والتي تقدمه معظم الأنظمة الآلية المتخصصة في هذا المجال، وهي :

  • 1-  العد المباشر للاستشهادات وتشمل :(قياس معامل التأثير، الكشاف الفوري، الاستشهاد الذاتي، قياس منتصف عمر الاستشهاد، التناقص السريع للاستشهاد(التقادم – التعطل)، مفعول الفورية)

  • 2–  المزاوجة الببلوجرافية والمصاحبة الببليوجرافية

  • 3-  القوانيين الببليومترية Bibliometric Law وتشمل ( قانون برادفورد للتشتت و قانون لوتكا لإنتاجية المؤلفين وقانون زيف)

  • 4-  الويبومتركس Webometrics

وعليه فإنه يمكننا تقسيم الدراسات السابقة في هذا المجال إلى قسمين رئيسين وهما:

  • * دراسات تناولت خصائص النتاج الفكري العربي باستخدام القياسات الببليومترية

  • * ودراسات تناولت تطبيقات النظم الآلية في الدراسات الببليومترية.

ومن الدراسات التي تناولت خصائص النتاج الفكري العربي، دراسة (تمراز، 1991) بعنوان (خصائص النتاج الفكري المستخدم من قبل الباحثين العرب في اﻟﻤﺠالات الهندسية بالمملكة العربية السعودية)، وفي نفس العام استخدم الدوسري المنهج الببليومتري في دراسته المعنونة بـ (الاتصال العلمي عند الباحثين العرب في العلوم البحتة )، وفي العام 1993 تطرقت دراسة محمد أمين تركستاني (النتاج الفكري في مجال المكتبات والمعلومات: دراسة ببليومترية)، واستخدم فيصل الحداد في العام 1993 التحليل الببليومتري في دراسته المعنونة بـ (الدراسات والاستشهادات المرجعية في مجلة عالم الكتب:دراسة ببليومترية)، وفي العام 1994 اهتم يوسف قنديل بتحليل (الاستشهادات المرجعية في مجلة رسالة المكتبة) ، وفي العام 2002 هدفت دراسة (النشر الإلكتروني في عشر سنوات ١٩٩٠- ١٩٩٩  دراسة ببليومترية) لكل من أمل حمدى ومحمد غنيم  إلى التعرف على السمات الرئيسية لهذا النتاج ، وفي العام 2002 هدفت دراسة سيدة ربيع وحسناء محجوب المعنونة بـ (النتاج الفكري للمرأة العربية في مجال المكتبات والمعلومات) تحليل السمات الأساسية للنتاج الفكري للمرأة العربية، وفي عام 2003 تناول عبد الستار خليفة في دراسته (استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية في مجال المكتبات والمعلومات من خلال تحليل الاستشهادات المرجعية بمصادر الإنترنت في مقالات الدوريات العربية)، وفي العام 2003 أعدت يسرية زايد دراسة بعنوان (المصادر الإلكترونية  المتاحة عن بعد في الاستشهادات المرجعية: دراسة تحليلية لأطروحات قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بآداب القاهرة) خلال الفترة من  1998 – 2003 تناولت الدراسة المصادر الإلكترونية المتاحة عن بعد، وفي عام 2004 جاءت دراسة هيفاء عمر بعنوان (خصائص النتاج الفكري في مجال تقنية المعلومات من خلال تحليل الاستشهادات المرجعية في الدوريات العربية)، وفي دراسة أخرى بعنوان (النتاج الفكري للأطباء العرب في العصر الحديث ) قام محمد المصري في عام 1981 ، ولشوقي سالم في العام 1990 دراسة بعنوان (دراسة ببليومترية للإنتاج الفكري الطبي في الوطن العربي ) لدراسة النتاج الفكري الطبي الذي نشره الباحثون العرب داخل وخارج الوطن العربية، وفي العام 1996 استخدم هاني بسطجي المنهج الببليومتري في دراسته المعنونة بعنوان (المجلات العلمية السعودية في مجال الطب: دراسة ببليومترية لسمات النتاج الفكري بها ) ، وفي العام 2002 هدفت سناء المقدم في دراستها المعنونة بالعنوان (أنماط الإفادة من النتاج الفكري في مجال طب الأورام ) التعرف على أنماط الإفادة من النتاج الفكري في مجال طب الأورام. وفي العام 2007 قام صالح الزهيمي بدراسة (خصائص النتاج الفكري العماني في مجال العلوم الطبية).

من خلال تتبع الأدوات التي استخدمها الباحثون في الدراسات التي تم ذكرها أعلاه، تبين للباحث بأن هذه الدراسات وغيرها استخدمت الطرق اليدوية في تحليل النتاج الفكري العربي، وبعضها استخدام فقط جداول أكسل حتى يسهل عليه احتساب المتوسطات وغيرها من العمليات البسيطة، إلا أن دراسة صالح الزهيمي (2007) هي أول دراسة عربية طورت نظاما آليا مفتوح المصدر مبني على الويب web based لاستخراج معظم القياسات الببلومترية.

أما القسم الثاني من الدراسات فهي دراسات عربية تناولت تطبيقات النظم الآلية في مجال القياسات والدراسات الببليومترية، وهي دراسات أجنبية في مجملها إلا دراسة صباح كلو (2009) ودراسة النجار (2007) الذين تناولا البرامج الآلية الأجنبية مثل Scopus  و JCR ولم يتطرقا إلى النظام العربي المفتوح المصدر الذي تم بناءه وتطويره من قبل صالح الزهيمي (2007) خلال دراسته لخصائص النتاج الفكري العماني في المجال الطبي. وقد أشار صالح الزهيمي (2008) إلى نظامه ومميزاته في ورقته المقدمة في مؤتمر المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي المقام بالكويت في عام 2008.

  • وعليه يمكن استخلاص ما توصلت إليه الدراسة الحالية من خلال استعراض الدراسات السابقة إلى ما يلي:

  • استخدمت معظم الدراسات السابقة الطرق اليدوية في دراسة النتاج الفكري العربي نظرا لضعف امكانيات النظم الآلية المتقدمة مثل Scopus و JCR  في دعم النشر العربي وتحليل خصائصه، وأيضا لعدم توفر النتاج العربي بوفرة في الفضاء الاكتروني وفي قواعد اليبانات العالمية مقارنة بالنتاج الفكري الأجنبي

  • لا يتوفر حاليا أي نظام عربي مفتوح المصدر مبني على الويب Web based إلا نظام (تحليل الاستشهادات المرجعية العربية) الذي تم تطويره من قبل صالح الزهيمي واستخدمه في دراسته لخصائص النتاج الفكري العماني الطبي.

  • لم يتم الاستفادة من نظام تحليل الاستشهادات المرجعية العربية SAACI من قبل الدراسات العربية نظرا لضعف تسويقه، ولعدم وجود مؤسسة داعمة له.

http://it4oman.com/%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%84%D9%8A/ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق