الخميس، 30 مارس 2017

المخطوطات وصيانتها و ترميمها


تعتبر المخطوطات كنزا حضاريا و تاريخيا وثقافيا،يمثل عراقة الشعوب التي تفتخر بتاريخها وحضارتها،ونظرا لما تمثله من قيمة علمية وتاريخية حيث تعتبر أكثر حجة ومصداقية ومن أكثر الدلائل و البراهين على مدى تقدم وتطور العرب في شتى العلوم لذلك اهتمت معظم المراكز بجمع وحماية هذا الرصيد من التلف و الضياع وقد حاولنا من خلال بحثنا هذا معرفة ماهو المخطوط وأهميته وأنواعه تمهيدا للتفصيل في كيفية صيانة و معالجة المخطوطات بصفة عامة و المحيط الخاص به نسأل الله التوفيق و السداد .

1- تعريف المخطوط:

1.1.التعريف اللغوي: كلمة مخطوطة مشتقة من الفعل خط يخط، أي كتب وصور اللفظ بحروف هجائية. 1-2.التعريف الاصطلاحي للمخطوط: إن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة وقت تأليفها وتمثل المخطوطات مصادر أولية للمعلومات، موثقة وتخص دراسة موضوعات متعددة، ويعتمد عدد من الباحثين بشكل كلي أو جزئي على المعلومات الواردة في المخطوطات. أما المعاجم و الموسوعات الأجنبية فقد أوردت تعريفات متعددة للمخطوط وقد عرفهlibrarians glossary بأنه عبارة عن وثيقة من أي نوع أو نص موسيقى أو أعمال أدبية مكتوبة باليد ويقول الهمشري : أن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة كما يعرفه معجم المصطلحات المخطوط العربي قاموس كوديكولوجي لأحمد شوقي بنين ومصطفى طوبي بان المخطوط Manuscrit هو الذي كتب باليد وهو مصطلح حديث ظهر مع ظهور الكتاب المطبوع وعليه نخلص إلى تعريف إجرائي أنه بالرغم من تعدد وجهات النظر فيما يمكن أن نطلق عليه مخطوط نرى أنه كل وثيقة كتبت بخط اليد سواء من مؤلفها أم أحد تلاميذته أم من أحد النساخ قبل انتشار الفعلي لوسائل الطباعة

2-أهمية المخطوطات:

أهمية المخطوطات كبيرة جدا، فعلم هذه الأمة وتاريخها مدون فيها، ومدون فيها الوحي وتفسيره، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشروحها، وفقه الأمة، وتاريخها ولغتها وغير ذلك، وأمة بلا ذلك ليست أمة، ولا شك أننا مازلنا حتى اليوم في حاجة ماسة إليها، بل إنه كلما تقدمت بنا السنين ازدادت حاجتنا وحاجة الأمة عامة إليها.وتتمثل أهمية المخطوطات فيمايلي: • - دراسة التاريخ ونشر التراث لبعالمي و العربي • - إعطاء الدراسات طابع علمي إذ يعتبر مادة خصبة للبحث • - الإدلاء بمعلومات قيمة تحمل الطابع التاريخي • - المخطوط حلقة توصل الماضي بالحاضر (التأريخ)

3.أنواع المخطوطات العربية:

تنقسم المخطوطات العربية من حيث طبيعتها إلى ستة أنواع أهمها : 4-1المخطوط الأم: . و هو الذي كتب بخط المؤلف و يستوفي هذا النوع الملامح المادية للمخطوط العربي و قد كان المؤلفون من العرب يضعون نسخة الأم بخزانة دار الخلافة حتى تصبح مراجعتها و استنساخ نظائرها و مقابلتها سهلة ميسورة. 4-2.المخطوط المنسوب: وهو المتولد من المخطوط الأم و المقابل عليه ويتم التعامل معه بنفس الدرجة من الصحة. 4-3.المخطوط المرحلي: وهو الذي يؤلف على مراحل ،فيؤلف أول مرة وينشر بين الناس ثم يضيف المؤلف إضافة تزيد على ما في المرحلة السابقة مثل:كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان و كتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة لمعان الطباع. 5.4.المخطوط المبهم: ويمكن أن نسميه المقطوع أو المعيب لأنه يرتفع بنسبته إلى المخطوط الأم، و صحته غير موثوق بها و فيه عيوب كنقصان الورقة الأولى التي يحتوي على اسم المؤلف و العنوان أو قد يكون فيه تقديم وتأخير أو تكرار....و سبل تصحيحه أن تحلل جميع حروفه بالمقابلة مع المخطوطات. 6.4.المخطوط المصور:في كثير من الدراسات المتعلقة بالفنون الإسلامية نجد أن الكثير من المخطوطات مصورة، ودراسة هذا النوع تتطلب معرفة و دراية بأمور التصوير و خبرة فنية لمعرفة ما تحتويه الصور من لمسات فنية و تغييرات كتابية 6.4.المخطوط على شكل مجاميع: توجد مخطوطات كثيرة ضمن اسم مجمع أو مجاميع، ويكون المجموع مجلد يحتوي على عدد من المؤلفات الخطية أو الأجزاء الصغيرة أو الرسائل.

- الليثوغرافيا: الطباعة الحجرية lithography

طريقة في الطباعة عن سطح أملس من حجر الكلس limestone أو ســــــطح معدنيّ مخشَّن. وهذه الطريقة تقوم على مبدأ استحالة امتزاج المادة الدهنية بالماء. تُرسَم الصورة أو الكلمات أولاً على السطح الحجري أو المعدني بحبر دُهني يُعرف بالحبر الليثوغرافي lithographic ink
ثم يُمسَح السطح بالماء فيَعْلَقُ الماء بالأجزاء غير المحـبَّرة ويرتدّ عن الأجـــــــزاء المحبَّرة لأن المادة الدهنية الموجودة في الحبر تَطْرده. ومن ثم يُضــغط السّطح على الورق بآلة طباعية خاصة ، وقد اكتُشفت الليثوغرافيا عام 1796 وهي تُستخدم أكثرَ ما تُستخدم في طبع الرسوم الفنية ويذكرأ. د. عابد بن سليمان المشوخي في كتابه (المخطوطات العربية: مشكلات وحلول) { فى فصل بعنوان (الكتب المطبوعة على الحجر) }
الطباعة الحجرية: هي طباعة أولية مفادها الكتابة على الحجر أولا وكبسها ثانيا على الورق، وذلك أن يرسم الناسخ ما يريده بحبر زيتي أو نحوه ثم يلصقه بحجر أملس مستو ويرطب الحجر بالماء، فإذا مرت عليه الأسطوانة المدهونة حبرا استمدت الكتابة من الحجر، وبقيت الأجزاء الرطبة نظيفة، ثم يضغط الورق على الحبر فتخرج الكتابة نظيفة.
يوجد من الخصائص والصفات التى تتمتع بها المطبوعات طباعة حجرية :
1- تتصف المطبوعات طباعة حجرية بخفة وزنها مقارنةً سواء فى عدد الأوراق والحجم للمخطوطات الأصلية المنسوخة بخط اليد .
2- الورق المستخدم فى المطبوعات طباعة حجرية يتسم بالملمس السميك حتى يتحمل الضغط الشديد أثناء الطباعة .
3- الاقتصار على الحبر الأسود فى المطبوعات طباعة حجرية بينما قد تُنْسَخ ويستخدم الناسخ فى المخطوطات المنسوخة باليد أكثر من لون من ألوان المِداد.
4- وضوح الخط فى بعض صفحات المخطوطات المطبوعة طباعة حجرية وعدم وضوح الحروف والكلمات فى أحيان أخرى؛ وذلك مرَده لكثافة المِداد {الحبر} فى بعض الصفحات وخفته وعدم وضوحه فى صفحات أخرى ، أو أن ذلك مرَِده إلى قوة الضغط اليدوى على آلة الطباعة المُستخدمـة وضعفها .

4-الأدوات التي يكتب عليها المخطوط:

ففي عصر البداوة كانت المواد التي يكتب عليها مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيش فيها العرب ومن أجل هدا نراهم يكتبون على: 1-العسب و الكرانيف:أكثر المواد شيوعا واستعمالا في الكتابة نظرا لتوافرها وسهولة الحصول عليها والعسب جمع عسيب وهي جريدة النخل إذ نحي عنه غوصه أما الكرانيف فجمع كرنافة وتسمى أيضا الكرب بعد قطع السعف منه وهي السعفة الغليظ الملتصق بجدع النخلة . 2-الأكتاف و الأضلاع:وهي عظام أكتاف وأضلاع بعض الحيوانات وخاصة الكبيرة منها كالإبل ونحوها. 3-اللخاف :وهي حجارة البيضاء عريضة ورقيقة 4-الجلود: وهي جلود الحيوانات ومن أشهرما استخدم منها في الكتابة الرق و الأديم و القضيم وقد سمي الرق بهذا الاسم لأن الجلد كان يرق ليصبح صالحا للكتابة عليه و الأديم هو الجلد الأحمر أو المدبوغ,أما القضيم فهو الجلد الأبيض الذي يكتب فيه 5-المهارق: و هي الصحف البيضاء من القماش الأبيض اللون ، مفردها مهرق و هو لفظ فارسي معرب، يعرفه ابن منظور بأنه ثوب حرير أبيض يسقى بالصمغ و يصقل ثم يكتب فيهوهذا النوع من مواد الكتابة كان نادرا في بلاد العرب لأنه كان يجلب مع القوافل التجارية ولم يكن يستعمل الا في كتابة الأمور العظيمة و الهامة كالعهود و المواثيق.. أتيح للعرب في العصر الإسلامي أن يتعرفوا على مادتين جديدتين للكتابة و هما البردي و القباطي، حيث البردي من الحاصلات الخاصة التي كانت تنبتها مصر، و هو لباب ليفي لزج يقطع إلى شرائح طولية بعد قشرها، و كانت الكتابة تتم عادة على الوجه الأفقي منها، و كانت مصر هي البلد الذي يمد سائر الأقطار بأوراق البردي 6-القباطي :مفرده قبطية,وهو من فصيلة المهارق إذ أنه نسيج من القماش الأبيض غير أنه ينفرد بخصائص وسمات تميزه عن غيره فهو من الكتان الناصع البياض و النقاء ،ويقال أن المعلقات كتبت على قماش القباطي بماء الذهب 7-الورق :يعتبر الورق من أهم المنجزات الحضارية عبر التاريخ .

5-الأدوات التي يكتب بها المخطوط

6-1الأقلام:كان العرب يطلقون على القلم لفظ اليراع والمزبر أخد من قولهم زبرت الكتاب أي أتقنت كتابته,هناك عدة من أقلام العربية وذلك لأن كل مادة يكتب عليها تحتاج لأداة معينة يكتب بها ومن أشهر الأنواع التي شاء استخدامها قديما قلم البوص :وهو يصنع من البوص وأحيانا يسمى قلم القصب 6-2قلم الخشب :وهو يصنع من أغصان الأشجار 6-3قلم العظم :وكان يصنع من العظام الرفيعة ،قلم الريش :وكانوا يأخدونه من ريش الطيور خاصة ريش الذيل 6-4الأحبار:يسمى كذلك بالمداد لأنه يمد القلم بالمادة الملونة التي يكتب بها و الأحبار هي في الغالب أصباغ كميائية معدنية عضوية وكانت تجلب من الصين كما كانت تصنع في بلاد العرب وللحبر أنواع متعددة حسب المواد التي يصنع منها أو التي تضاف اليه ومن أهم ماعرف من الأحبار القديمة الحبر الكربوني زهو مايركب من: السناج(الدخان) لاعطاء اللون الأسود الصمغ لتثبيت اللون ،الماء أو الخل لاذابة السناج والصمغ. وهناك نوع اخر من الحبر يصنع من العفص (ثمار شجر البلوط),و الزاج( كبريتات الحديد و الصمغ ويسمى هذا النوع ب الحبر المطبوخ حيث تطبخ مكوناته على النار أثناء التجهيز،يوجد ايضا حبر يصنع من الورد الجوري حيث يوضع في مرجل ويغلي الورد جيدا،ثم يقطر ماءه فتبقى العصارة حيث يضاف اليها حديد يتأكسد ويغير لون العصارة ويصبح أسود ثم تجفف المادةحتى تصبح حبيبات تطحن فيما بعد طحنا جيدا وتذاب في ماء حار لتكون حبرا أسود . 6-7 المرسام أو الفرشاة: يستعمل في النصوص المكتوبة على البردي بالخطوط السميكة تعتمد في كتابتها على الحبر الكاربوني بينما 6-8 المشبك:يستخدم لتثبيت الورق يدعى الملزمة يستعمل عند الكتابة 6-9 السكين أو السكينة: أداة حادة تستعمل لبرء القلم 6-10الكرسي (المرفعة): تظهر كقطعة أداة يمكن طيها عند فتحها تأخد هيئة الحرف x 6-11المحبرة(الدواة) :كانت المحبرة مزودة من الحرير أو الصوف أو القطن سماها العرب كرشفا يوضع فيها المداد.

6-التعريف بالترميم

الترميم: هو عملية تكنولوجية دقيقة ذات عرف خاص موحد عالمياً، وهي في الوقت نفسه عملية فنية ذوقية جمالية تحتاج إلى حس عال ومهارات فائقة• وتتضمن عمليات تجميع وتثبيت وتقوية وتجميل وإعادة المواد الأثرية إلى شكل أقرب إلى أصلها• وهي بتعبير آخر عملية علاج للأثر المسن في محاولة لإزالة بصمات الزمن ومظاهره المتعددة مثل الكسور، والتشققات، والثقوب، وأحياناً اختفاء أجزاء معينة تختلف في حجمها أو مساحتها، كذلك موقعها داخل جسم الأثر أو المادة المراد معالجتها•

7-أنواع الترميم

يمكن تقسيم الترميم إلى: أ ـ الترميم اليدوي: الترميم بالأصل عملية يدوية خاصة تتصل بقوة التحكم ومهارة العمل وجمالية التعـامل مع الآثار والمخطوطات باستخدام بعض الأدوات الخاصة والتي تختلف من شخص إلى آخـر يصنعها وينتقيها بنفسه لتتيح له استخدام ذوقه الفني ومهارته• ورغم التطور العـلمي والتقني فإنه مازال معروفاً أن الترميم اليدوي هو أغلى أنواع الترميم، وهو الحرفـة النـادرة في العالم التي تعنى بإعادة الروح إلى المخطوطات النادرة القيمة وإرجاعها إلى أصلها، وكـذلك الحال بالنسبة للوثـائق التاريخية للمطبوعـات الثمينـة• ب ـ الترميم الآلي: يستخدم الترميم الآلي في حدود ضيقة بالنسبة للمخطوطات ولكن استخدامه أوسع وأكثر انتشاراً بالنسبة للمطبوعات، وينقسم إلى: 1ـ الترميم باستعمال معلق لب الورق في الماء "Leaf Casting" وقد استحدث هذا النوع في الستينيات في الاتحاد السوفييتي السابق، ثم انتشر في الكتلة الشرقية في رومانيا والمجر، ثم النمسا، ومنها إلى أوربا والولايات المتحدة• وتعتمد فكرة الجهاز المستخدم على استعمال معلق لب الورق المضروب جيداً في الماء محسوباً وزناً ومساحة ثم امتصاص هذا المعلق في الثقوب والمساحات الناقصة ليكون مساحات ورقية، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التجفيف تحت ضغط معين للحصول على النتيجة النهائية للترميم• 2ـ عملية التقوية بالرقائق "Lamination": وتتم هذه العملية أساسا للمطبوعات والجرائد والوثائق وفي حدود ضيقة للمخطوطات شديدة التلف التي يصعب ترميمها بالطرق اليدوية• وتعتمد على التقوية بلصق رقائق شفافة على سطح الورق فتجمعه وتقويه في صورة مساحية ثابتة• وقد استخدمت هذه الطريقة في إيطاليا وانتشرت منها إلى أرجاء العالم الغربي، كما تطور هذا النوع أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ومازال هناك بعض التحفظ لدى بعض الدول باستخدام مثل هذه الطريقة• وهناك ثلاثة أنواع معروفة من التقوية السطحية بالرقائق البلاستيكية، وهي: أ • طريقة المعالجات المنفصلة: ويتم فيها معالجة صفحة المخطوط أولاً باللاصق ثم وضع الغلالة البلاستيكية عليه• ب • طريقة المعالجة الواحدة: يتم تطبيق الغلالة البلاستيكية التي سبق معالجتها باللاصق، ويتم التطبيق باستعمال ضغط بسيط بالحرارة أو دونها• جـ• اللصق بالحرارة: ويتم تطبيق الغلالة البلاستيكية تلقائياً دون استعمال لاصق وذلك تحت تأثير الضغط والحرارة•

8-اخصائيو الترميم

ينبغي أن تعهد مهمة الترميم والعناية بالمخطوطات وصيانتها إلى أمين مكتبة متخصص، فضلاً عن تضافر جهود جميع العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات للمحافظة على سلامة المخطوطات وحمايتها، ويمكن استعراض أهم واجبات اختصاصي الترميم بالآتي: 1ـ التأكد من جميع المواد المستخدمة في عملية الترميم والصيانة باختبارات عملية للتأكد من جدوى استعمالها• وهذه المواد هي الورق، والخيوط، والمواد اللاصقة، وغيرها• 2ـ الحصول على معلومات جديدة عن صناعة الأحبار والورق والمواد الأخرى بمتابعة البحوث والدراسات التي تنشر في الدوريات ومصادر المعلومات الأخرى العربية والأجنبية• 3ـ أن يكون واثقاً من أن جميع الطرق المستخدمة في خطوات الترميم كاستعمال الحرارة، أو الضغط لا تسبب ضرراً، بل تدعم بقاء الوثيقة أو المخطوطة أطول مدة ممكنة وتزيد من قوة احتمالها، وإمكانية قراءتها• 4ـ ينبغي حفظ المخطوطة بعد الترميم والصيانة في وضع طبيعي وتخليصها من بعض المواد المفسدة، أو الأوضاع السيئة بما في ذلك الهواء الفاسد أو الحرارة الزائدة، أو تنامي الرطوبة، وغير ذلك• 5ـ يجب على اختصاصي الترميم استخدام ذكائه ومهارته اليدوية وذوقه الفني بهذه العملية مستعيناً بالمهندسين والفنيين، وخبراء ترميم المخطوطات والوثائق• خطوات ترميم المخطوطات وتجليدها هناك ملاحظات هامة قبل بدء عملية الترميم يمكن توضيحها من خلال الآتي: 1ـ تصوير المخطوط لأن التوثيق الفوتوغرافي يكون ضرورياً في متابعة هذه العملية وتقييم ما قام به المرمم ومعرفة مهارة الترميم وجودته• 2ـ إملاء استمارة خاصة لتشخيص حالة المخطوط قبل البدء بعملية الترميم تتضمن حقولاً متعددة تخص طبيعة ووضع الأوراق، وعنوان المخطوط، واسم مؤلفه، ومصدر المخطوط، وتاريخ تسلمه، ومقاساته وعدد صفحاته، ونوع الخياطة والحباكة، والمواد المستخدمة في تعقيمه••• وغير ذلك• 3ـ التعرف على نوع الإصابات الحشرية والفطرية للتأكد ولتهيئة طرق ووسائل المعالجة والترميم وفق ما يتناسب وطبيعة الإصابة ونوعية التلف الموجود• 4ـ إذا كانت هناك أجزاء مقتطعة ومنفصلة، ففي هذه الحالة ينبغي على اختصاصي الترميم تجميعها والاحتفاظ بها لغرض استعمالها لاحقاً في استكمال الأجزاء الكلية للمخطوط وإعادتها إلى حالتها الأولى الأصلية•

9-خطوات الترميم

1ـ ترميم القطوع الداخلية البسيطة في الصفحات باستعمال ورق شفاف خاص يعرف بـ Dennison`s Transparent Mending Tapes• 2ـ ترميم الأجزاء الناقصة بالورق الياباني Japanese Papaers (بطريقة اللصق وتقشير الحواف) وبعجينة الورق• 3ـ ترميم كعوب الصفحات المزدوجة، ويتم بربط الصفحات المزدوجة المنفصلة بشريط لاصق من الجهة الخلفية وعلى امتداد خط الاتصال مع التقيد بمساحة قياسية موحدة في الكتاب الواحد• 4ـ تكوين الملازم (من مجاميع الصفحات المزدوجة وخياطتها 5ـ خياطة الملازم لتكوين جسم الكتاب المخطوط• 6ـ تعزيز الكعب بالغراء السائل وتثبيت كسوة القماش به• 7ـ تجهيز غلاف الكتاب• 8ـ تلبيس غلاف الكتاب في جسمه• العمليات الأساسية لترميم وصيانة المخطوطات:نظراً لاتساع عملية الترميم وكثرة العمليات والإجراءات التي تدخل في معالجة المخطوط وترميم أوراقه وتقويتها والمواد المستخدمة في هذه العملية وما تتطلبه من خبرات ومهارات فنية من قبل المتخصصين في هذا المجال فإننا نستعرض بإيجاز العمليات الأساسية لعلاج وترميم المخطوطات من خلال الآتي : أ ـ التعقيم : يعني القضاء على كل أشكال صورة الحياة سواءا كانت خلية أو جرثومة أو بويضة أو غير ذلك مما يصيب المخطوطات و لها طريقتان : - إستخدام المبيدات الكيميائية : يجب على المختص بالصيانة اخنبار صلاحيات المبيد على الورق او الجلد و المواد الاصقة قبل إستعماله. - إستعمال الطرق الطبيعية : هو إتجاع حديث لجأ له الإنسان لتفادي مخاطر إستخدام المبيدات على المخطوطات و يعتمد على استخدام الإشعاعات القصيرة كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء أو الموجات الكهرومغناطيسية و الكهربائية و الهواء الساخن و غير ذلك ... ب ـ إزالة البقع: ويتطلب ذلك أولاً تحديد نوع الورق وحالته، ومن ثم تحديد نوع البقع والأوساخ، وأنواع المواد الكيميائية اللازمة لإتمام هذه العملية• ج ـ إزالة الأحماض الزائدة: تتكون الحموضة في الأوراق والجلود إما نتيجة لتركيب الأوراق ودباغة الجلود، أو بسبب أوضاع التخزين، أو عن طريق الأحبار المستخدمة في الكتابة• لذا لا بد من إزالة حموضة الورق وأن يعادل قبل عملية التقوية لمنع التحلل الداخلي للورق• د ـ فصل الأوراق الملتصقة: تتأثر أوراق المخطوطات بالأوضاع البيئية والعوامل الجوية• إذ يؤدي التقادم الزمني إلى إضعاف مقاومتها• فالرطوبة الزائدة تؤدي إلى تشبع الورق والجلود فتنمو بعض الكائنات الدقيقة، وخاصة الفطريات مخلفة مواد حمضية لزجة وبقع لونية وأحماض عضوية، مما يؤدي إلى التصاق الصفحات بالجلود ومن ثم تحجر المخطوط• هـ ـ إصلاح التمزقات وإكمال الأجزاء الناقصة: يقوم المختص بالترميم بإصلاح ما أصاب أوراق المخطوطات من تمزق، أو انتشار الثقوب، أو تكسر بعض الأطراف، أو فقدان بعض الأجزاء، والقيام بتثبيتها وتقويتها بالمحاليل واللواصق الكيميائية، واستخدام مختلف الطرق والأدوات والأجهزة في هذه العملية. ومن كل ما تقدم يتضح أن عمليات الترميم هي عمليات فنية وذوقية تحتاج إلى المهارات اليدوية والخبرة في معالجة الآثار المصابة بالتشققات والكسور والثقوب، وهي في كل الأحوال تقوم على أسس واحدة في مختلف أرجاء العالم كالمحافظة على أثرية المخطوط، واستخدام الخامات الطبيعية والابتعاد عن الخامات الصناعية قدر الإمكان، كما ينبغي أن تكون عملية الترميم عكسية بما يسهل فكها عند الحاجة•

قائمة المراجع:

عامر إبراهيم.ربحي قندليجي ، صطفى عليان .مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى صر الانترنت.-عمان:دار الفكر، 2000 
فضل جميل كليب ، خليل عبيد،فؤاد محمد.المخطوطات العربية فهرستها علميا وعمليا.-عمان :دار جرير ،2000 
السيد السيد النشار .في المخطوطات العربية .- القاهرة : دار الثقافة العلمية،1997 
 هادي نهر.تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها:المناهج و القواعد و الإجراءات. - الأردن : دار الأمل،2005 

احمد شوقي بنين ، طوبي مصطفى .معجم مصطلحات المخطوط العربي قاموس كيدوكولوجي رشيد مزلاح.الأنظمة الآلية ودورها في تنظيم مخطوطات مكتبة جامعة الأمير عبد القادر واقع وأفاق : مذكرة ماجستر،علم المكتبات ، 2006

هناك تعليقان (2):