الجمعة، 10 مارس 2017

الببليوغرافيا و الانفوغرافيا Bibliography VS Infography الدكتور طلال ناظم الزهيري " الدكتور طلال ناظم الزهيري استاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية "


 

 يتفق متخصصي المعلومات والمكتبات على ان التعريف اللغوي والاصطلاحي للببليوغرافيا يعني بالإنجليزية Bibliography  وهي من الكلمات غير العربية التي دخلت إلى اللغة العربية معربة في العصر الحديث، وقد جاءت هذه الكلمة أصلا من اللغة اليونانية وهي مركبة من كلمتين هما: Biblion  كتيب وهي صورة التصغير للمصطلح Biblios بمعني كتابة، وكلمة Graphia وهي اسم الفعل المأخوذ من Graphein بمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوغرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصر الإغريقي وحتى القرن السابع عشر "نسخ الكتب" وظلت تحمل نفس المعني حتى تحول مدلولها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر من "نسخ الكتب" أو" كتابة الكتب" إلى "الكتابة عن الكتب". ومع تطور مفاهيم علم المعلومات وتنامي الحاجة الى ظهور الفهارس البطاقية كآلية منطقية تبسط عمليات البحث عن الكتب واسترجاعها بدأ مفهوم الببليوغرافيا يركز على معنى " وصف الكتب" من خلال تميزها عن بعضها بمجموعة من المعلومات مثل عنوان الكتاب و اسم مؤلفه و بيانات طبعته ونشرة..الخ. هذه المعلومات التي يراد منها اعطاء وصف دقيق للكتاب بمجملها اصبحت تسمى " البيانات الببليوغرافية" وهي التي يتم من خلالها توفير مفاتيح استرجاع للكتب سواء بدلالة العنوان ام اسم المؤلف ام موضوع الكتاب، وهذه الآلية ماتزال مطبقة في الفهارس البطاقية لعموم المكتبات. بالمقابل ومع تنامي النتاج الفكري العالمي برزت الحاجة الى وجود قوائم يتم من خلالها حصر وتجميع النتاج الفكري وفقا لخصائص مشتركة كان تكون الموضوع او نوع الوعاء او اللغة او الحدود الجغرافية...الخ . والتي عرفت لاحقا بالقوائم الببليوغرافيا. والتي قد تختلف فيما بينها من ناحية الاساس المعتمد للتجميع. الى انها تشترك فيما بينها بالاعتماد على البيانات الببلوغرافية لوصف المصدر. اما اهم مجالات الافادة من البيانات الببليوغرافيا على مستوى الدراسات والبحوث فهي تلك التي تهدف الى قياسات الإنتاج الفكري  ( البيبلومتركس) والتي تعتمد بشكل مباشر على البيانات الببليوغرافية للوصول الى قياسات دقيقية عن الإنتاج الفكري مثلا الاتجاهات الموضوعية للتاليف، والتشتت الزمني واللغوي لمصادر المعلومات، فضلا عن قياسات انتاجية المؤلفين..الخ. ويمكن القول ان التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات  الورقية على مستوى البيانات الببليوغرافية يسهم في توفير مفاتيح استرجاع تضمن تحقيق نتائج جيدة وفقا لاعتبارات الية البحث التي تدعمها نظم استرجاع المعلومات التقليدية  مثل الفهارس البطاقية ، فضلا عن اهميتها في بناء علاقات منطقية بين رؤوس الموضوعات التي تمكن المستفيد من الوصول السريع الى مصادر المعلومات المتقاربة موضوعيا  . لكن مع تنامي النشر والاتاحة الرقمية لمصادر المعلومات على شبكة الانترنت  وزيادة  الاعتماد على محركات البحث باعتبارها نظم استرجاع  الية يمكن من خلالها ضمان الوصول السريع والدقيق الى الكم الهائل  من المعلومات  المتوفرة على الشبكة  لم يعد التحليل الموضوعي على مستوى البيانات الببليوغرافية كافيا لتحقيق رغبات المستفيدين في تجاوز اشكالية  العلاقة العكسية بين مستويات الدقة  والاسترجاع التي كانت احد اهم نقاط الضعف في نظم استرجاع المعلومات التي تعتمد على رؤوس الموضوعات  المنتقاة من البيانات  الببليوغرافية  لتلك المصادر،  واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار  الجهود الحثيثة التي تبذلها الشركات  البرمجية المطورة لمحركات البحث والتي تهدف الى ايجاد  الية عمل تتناغم مع ما يعرف اصطلاحا (الويب الدلالي) . من خلال تحقيق البحث الشمولي في محتوى الشبكة بمفاتيح استرجاع  محددة ودون الحاجة الى تكرار عمليات البحث او تغير استراتيجياته. الامر الذي يتطلب الى التعمق في التحليل الموضوعي  لمصادر المعلومات  وانتقاء عدد مناسب من رؤوس  الموضوعات لتكون  مفاتيح  استرجاع ليس فقط على مستوى البيانات الببليوغرافية وانما على مستوى النص الكامل وما له علاقة بالموضوع  من خارج النص او ما يعرف اصطلاحا (بالانفوغرافيا ( Infography  . وهو مصطلح يتكامل مع مصطلح الببيلوغرافيا او يمكن النظر اليه على انه (Deep Bibliography). ان الحاجة الى معلومات فائقة الجودة غالبا ما كانت تحتاج الى حرفية عالية في عملية التحليل الموضوعي. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الكم الهائل من المعلومات المتاحة من خلال شبكة الانترنت نجد ان الركون الى البيانات الببليوغرافية فقط لوصف المصادر وتحليلها قد لايجدي نفعا. مالم يتم تحليل معطيات اضافية مثل الاستشهادات المرجعية التي تشير للمصدر وتلك التي يستشهد بها المصدر فضلا عن المراجعات والعروض وراي الخبراء من المتخصصين في المجال الموضوعي للمصدر كذلك تحليل النص الكامل وما نشر عنه في مواقع الانترنت والصحف. للتتكامل الصورة عن الجودة الفائقة التي نبحث عنها. بالتالي يمكن تعريف مصطلح الانفوغرافيا على انه "

عملية وصف وتحليل موضوعي متعمق لمصادر المعلومات بشكليها الورقي والرقمي، تصل الى حدود التحليل الشامل لمحتوى المصدر، مع الأخذ بنظر الاعتبار الاستشهادات المرجعية التي اشارت اليه، وما كتب عنه، فضلا عن تعليقات و أراء الخبراء والمتخصصين في مجاله الموضوعي. ولقد ظهرت الحاجة الى الانفوغرافيا لمعالجة مشكلة تميز مصادر المعلومات الرصينة من بين الكم الهائل من مصادر المعلومات المنشورة ورقيا والمتاحة رقميا لمساعدة المكتبيين على الاختيار الافضل للمصادر التي يتم اقتنائها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق