يمكن
أن نستخلص مجموعة من السمات التي يتميز بها المجرم المعلوماتى، والتي
يساعد التعرف عليها مواجهة هذا النمط الجديد من المجرمين، ويعد الأستاذ (parker) واحد من أهم الباحثين الذين عنوا بالجريمة المعلوماتية بصفة عامه والمجرم المعلوماتى بصفة خاصة، ويرى (parker)
أن المجرم المعلوماتى وإن كان يتميز ببعض السمات الخاصة إلا انه في
النهاية لا يخرج عن كونة مرتكبا لفعل إجرامى يتطلب توقيع العقاب علية.
وفيما يلى عرضا لبعض السمات العديدة للمجرم المعلوماتى والتي في الغالب تميزه عن غيره من المجرمين العاديين:
أولا: المجرم المعلوماتى، مجرم متخصص
تبين
في عديد من القضايا أن عددا من المجرمين لا يرتكبون سوى جرائم الكمبيوتر
أي أنهم يتخصصون في هذا النوع من الجرائم، دون أن يكون لهم أي صلة بأي نوع
من الجرائم التقليدية الأخرى، مما يعكس أن المجرم الذي يرتكب إلا جرام
المعلوماتى هو مجرم في الغالب متخصص في هذا النوع من الإجرام.
ثانيا: المجرم المعلوماتى، مجرم عائد إلى الإجرام
يعود
كثير من مجرمي المعلومات إلى ارتكاب جرائم أخرى في مجال الكمبيوتر انطلاقا
من الرغبة في سد الثغرات التي أدت إلى التعرف عليهم وأدت إلى تقديمهم إلى
المحاكمة في المرة السابقة، ويودى ذلك إلى العودة إلى الإجرام، وقد ينتهي
بهم الأمر كذلك في المرة التالية إلى تقديمهم إلى المحاكمة.
ثالثا: المجرم المعلوماتى، مجرم محترف
يتمتع
المجرم المعلوماتى باحترافية كبيرة في تنفيذ جرائمة، حيث أنه يرتكب هذة
الجرائم عن طريق الكمبيوتر الأمر يقتضى الكثير من الدقة والتخصص
والاحترافية في هذا المجال للتوصل إلى التغلب على العقبات التي أوجدها
المتخصصون لحماية أنظمة الكمبيوتر كما في حالة البنوك والمؤسسات العسكرية.
رابعا: المجرم المعلوماتى، مجرم غير عنيف
المجرم
المعلوماتى من المجرمين الذين لا يلجأون إلى العنف بتاتا في تنفيذ جرائمهم
وذلك لأنه ينتمي إلى إجرام – الحيلة – فهو لا يلجا إلى العنف في ارتكاب
جرائمة، وهذا النوع من الجرائم لا يستلزم أي قدرا من العناء للقيام به.
فضلا
عما تقدم ، فالمجرم المعلوماتى مجرم ذكى, ويتمتع بالتكيف الاجتماعي، أي
لا يناصب أحد العداء وأيضا يتمتع بالمهارة والمعرفة وأحيانا كثيرة على درجة
عالية من الثقافة.
- خصائص المجرم المعلوماتى
يتميز المجرم المعلوماتى كذلك بمجموعة من الخصائص التي تميزة بصفة عامة عن غيرة من المجرمين، وهى:
أولا: المهارة
يتطلب
تنفيذ الجريمة المعلوماتية قدرا من المهارة يتمتع بها الفاعل، والتي قد
يكتسبها عن طريق الدراسة المتخصصة في هذا المجال، أو عن طريق الخبرة
المكتسبة في مجال التكنولوجي، أو بمجرد التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وهذة
ليست قاعدة في أن يكون المجرم المعلوماتى على هذا القدر من العلم ,وهذا ما
اثبتة الواقع العملي أن جانب من انجح مجرمي المعلوماتية، لم يتلقوا
المهارة اللازمة لارتكاب هذا النوع من الإجرام.
ثانيا: المعرفة
تميز
المعرفة مجرمي المعلوماتية، حيث يستطيع المجرم المعلوماتى أن يكون تصورا
كاملا لجريمته، ويرجع ذلك إلى أن المصرح الذي تمارس فية الجريمة
المعلوماتية هو نظام الحاسب الأولى, فالفاعل يستطيع أن يطبق جريمته على
أنظمة مماثلة وذلك قبل تنفيذ الجريمة
ثالثا: الوسيلة
ويراد بها الإمكانيات التي يحتاجها المجرم المعلوماتى لإتمام جريمتة.
وهذه
الوسائل قد تكون في غالب الأحيان، وسائل بسيطة وسهلة الحصول عليها خصوصا
إذا كان النظام الذي يعمل بة الكمبيوتر من الأنظمة الشائعة أما إذا كان
النظام من الأنظمة غير المألوفة، فتكون هذة الوسائل معقدة وعلى قدر من
الصعوبة.
رابعا: السلطة
يقصد
بالسلطة، الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المجرم المعلوماتى والتي تمكنة
من ارتكاب جريمتة، فكثير من مجرمي المعلوماتية لديهم سلطة مباشرة أو غير
مباشرة في مواجهة المعلومات محل الجريمة.
وقد
تتمثل هذة السلطة في الشفرة الخاصة بالدخول إلى النظام الذي يحتوى على
المعلومات وأيضا قد تكون السلطة عبارة عن حق الجاني في الدخول إلى الحاسب
الالى وإجراء المعاملات، كما أن السلطة قد تكون شرعية من الممكن أن تكون
غير شرعية كما في حالة سرقة شفرة الدخول الخاصة بشخص آخر.
خامسا: الباعث
وهو
الرغبة في تحقيق الربح المادي بطريقة غير مشروعة ويضل هو الباعث الأول
وراء ارتكاب الجريمة المعلوماتية ,. ويرى البعض أيضا ما يخالف ذلك في أن
الربح المادي لا يعد هو الباعث في أغلب الأحيان على ارتكاب جرائم
المعلوماتية وإنما هناك أمور عديدة أخرى
في الغالب تكون هي الباعث مثل الانتقام من رب العمل، وأيضا مجرد الرغبة قهر نظام الحاسب واخترا ق حاجزة الامنى.
- الأنماط المختلفة للمجرم المعلوماتى
يقسم مجرمي المعلوماتية (cybr criminals)
إلي مجموعة من الطوائف المختلفة، حيث أسفرت الدراسات المختلفة في هذا
المجال إلي وجود عدد من الأنماط المختلفة لمجرمي المعلومات، نرصدها فيما
يلى:
الطائفة الأولي(pranksters):
وهم
الأشخاص الذين يرتكبون جرائم المعلوماتية بغرض التسلية والمزاح مع الآخرين
دون أن يكون في نيتهم إحداث أي ضرر بالمجني عليهم. ومن أمثلة هذة الطائفة
صغار مجرمي المعلوماتية.
الطائفة الثانية(hackers):
وتضم
الأشخاص الذين يستهدفوا من الدخول إلى أنظمة الحاسبات الآلية الغير مصرح
لهم بالدخول إليها كسر الحواجز الأمنية الموضوعة لهذا الغرض وذلك بهدف
اكتساب الخبرة وبدافع الفضول، أو لمجرد إثبات القدرة على اختراق هذة
الأنظمة.
الطائفة الثالثة(malicious hackers):
وهم
أشخاص هدفهم إلحاق خسائر بالمجني عليهم، دون أن يكون الحصول على مكاسب
مالية ضمن هذة الأهداف، ويندرج تحت هذة الطائفة الكثير من مخترعي فيروسات
الحاسبات الآلية وموزعيها.
الطائفة الرابعة(personal problem solvers):
وهم
الطائفة الأكثر شيوعا من مجرمي المعلوماتية فهم يقومون بارتكاب جرائم
المعلوماتية بحيث يترتب عليها في كثير من الأحيان خسائر كبيرة تلحق بالمجني
عليه، ويكون الباعث في هذة الجريمة إيجاد حلول لمشاكل مادية تواجة الجاني
لا يستطيع حلها بالطرق العادية.
الطائفة الخامسة(career criminals):
وهم
مجرمي المعلوماتية الذين يهدفون من وراء نشاطهم الاجرامى تحقيق ربح مادي
بطريق غير مشروع، ويقترب المجرم المعلوماتى من هذة الطائفة في سماتة إلى
المجرم التقليدي.
ومن جانب آخر، أكدت بعض الدراسات والأبحاث العلمية على أن فئات المجرمين(أو الجناة) تنحدر من:
1- مستخدمو الحاسب بالمنازل.
2- الموظفون الساخطون على منظماتهم.
3- المتسللون ومنهم الهواة أو العابثون بقصد التسلية.
4-
المحترفون الذين يتسللون إلى مواقع مختارة بعناية ويعبثون أو يتلفون
النظام أو يسرقون محتوياته وتقع أغلب جرائم الانترنت حاليا تحت هذه الفئة
بتقسيمها .
5- العاملون في الجريمة المنظمة .
ويتمتع هؤلاء الجناة بصفات أخرى غير متوفرة فى الجناة العاديين نذكر منها:
1- أعمارهم تتراوح عادة بين 18 إلى 46 سنة والمتوسط العمري لهم 25 عاما .
2- المعرفة والقدرة الفنية الهائلة .
3- الحرص الشديد وخشية الضبط وافتضاح الأمر .
4- ارتفاع مستوى الذكاء ومحاولة التخفي .
ومن الجدير بالذكر فى هذا الصدد أن هناك اتفاق بين الخبراء والمتخصصين على أن جرائم الانترنت تمثل تحديا جديدا في عالم الجريمة، وذلك للأسباب التالية:
- صعوبة التعرف على هوية الجاني، فهـو لا يتـرك أثرا لجريمته، وان وجد فقد لا تدل عليه .
- وجود بعض العقبات في محاكمة الجاني حال اكتشاف هويته إذا كان من بلد لا يعتبر ما قام به جرما .
- اتساع شريحة الجناة لتشمل صغار مستخدمي الانترنت، بسبب توفر الوسائل والبرامج المستخدمة في التخريب لصغار مستخدمي الانترنت، مما يجعل جرائم الانترنت لا تتطلب خبرة عالية.
- نقص الوعي بسلبية الاستخدام السيئ للانترنت، مما يجعل البعض ينظر للأعمال التخريبية على الانترنت – كاختراق المواقع – عمل بطولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق