السبت، 28 مايو 2016

استثمار دراسات الاستشهادات فى ترشيد مقتنيات المكتبات من الأعمال الفكرية

{ استثمار دراسات الاستشهادات فى ترشيد مقتنيات المكتبات من الأعمال الفكرية }
” من الفصل النظرى لأطروحة : أيمن رفعت محمد أبو عبيد . تحليل الاستشهادات المرجعية بدوريات كليات جامعة الإسكندرية فى مجـال العلـوم الاجتمــاعية:در اسة ببليومترية.- رسالة دكتوراة / إشراف سيد سيد النشار و غادة عبد المنعم، موسى.- كلية الآداب - قسم المكتبات والمعلومات ، 2006. 275ص ” }
من المعروف أن أية مكتبة يتعذر عليها القيام باقتناء كل ما يصدر من أوعية المعلومات فى مجال تخصصها، وهذا راجع إلى الميزانية المحدودة التى تقصر عن توفير جميع الأوعية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتنوعة واللامحدودة للباحثين، أضف إلى ذلك ضخامة ما ينشر من مصادر معلومـات وبمختلف اللغات .
وفى هذا المجال تُعتبر الدراسات الببليومترية وتحليل الاستشهادات وسيلة بالغة الأهمية لبناء مجموعات متميِّزة من المواد المكتبية ؛ إذ يمكن الإفادة من تحليل الاستشهادات فى الاستجاية لمتطلبات البحث العلمى واحتياجات الباحثين فى مختلف مجالات المعرفة البشرية ، ويركز هذا الفصل على التعرُّف على مدى استجابة المكتبات بصفة عامة ومكتبات كليات جامعة الإسكندرية المتخصصة فى مجـالات العلـوم الاجتمــاعية (مكتبة كلية الآداب ،ومكتبة كلية الحقوق ،ومكتبة كلية التربية ، ومكتبة كلية التجارة ، بالإضافة إلى المكتبة المركزية بجامعة الإسكندرية ) على وجه الخصوص فى توفير مصـادر المعلومـات الأكثر إفادة للباحثين وهى المصـادر التى يزداد الاستشهاد بها فى هذه المجالات طبقاً لما انتهى إلية تحليل الاستشهادات فى هذه الدراسة ، واستثمار ذلك فى ترشيد مقتنيات هذه المكتبات من الأعمال الفكرية.
أولاً : التعرُّف على المجموعات الأساسية (المحورية) اللازمة لتنمية مقتنيات المكتبات تسعى المكتبات ومراكز المعلومات إلى تحقيق الهدف المنشود فى مساندة البحث العلمى والاستجابة لمتطلبات واحتياجات المستفيدين فى مختلف المجالات الموضوعية التى تتخصص فى تقديم خدماتها فيها ، ويعتبر الاختيار الدقيق لمصادر المعلومات من العمليات الأساسية التى تقوم بها المكتبة واللازمة لتلبية الاحتياجات المتنوعـة لمجتمع المستفيدين من خدمـاتها ؛ وبناءً على ذلك ينبغى أن تتضمـن سياسة تنمية المقتنيات بالمكتبة " تحديد مواصفات واحتياجات مجتمع المستفيدين ، وبيان ما يتفق مع هذه المواصفات ويلبى الاحتياجات من أوعية المعلومات " ( 1 ) . وفى هذا الإطار تؤدِّى الدراسات الببليومترية ودراسات الاستشهاد دوراً فعّالا فى تحديد احتياجات مجتمع المستفيدين من خدمات المكتبة ؛ فهذه الدراسات تفيد فى الوقوف على مواد ومصادرالمعلومات التى يكثُر استخدامها والرجوع إليها من قِبَل المستفيدين من خدمات المكتبة والتى تفيد الباحثين فى دراساتهم ( 2 )، إلى جانب التعرُّف على مدى تقادم ما تحويه هذه الأوعية من معلومات ، كما أن تحليل الاستشهادات لقوائم المراجع الملحقة بالدراسات والأبحاث العلمية المختلفة من شأنه أن يؤدى إلى تحديد الإنتاج الفكرى الأساسى { الوثائق المحورية } التى يزداد الاستشهاد بها والرجوع إليها ، وهى الوثائق التى ينبغى أن تقوم المكتبة بتنمية مقتنياتها منها .
خلاصة القول أن سياسة تنمية المقتنيات بالمكتبة – ومنها المكتبات الجامعية - يجب أن تتضمن تحليلاً واضحاً لفئات مجتمع المستفيدين من خدماتها ، وينبغى أن تُركِّز معايير وأسس الاختيار على اختيار المواد التى تعمل على تمثيل الاحتياجات المتنوعة لهؤلاء المستفيدين فى المجال الموضوعى الذى تقدم المكتبة خدماتها فيه ،وفيما يتعلق بتحديد هذه الأسس { أسس الاختيار بالمكتبة } يذكر ( حشمت قاسم ) أن " الطرق المبنية على أسـس علمية تعتمد على تحليل قوائم المراجع الملحقة بالمقالات المنشورة فى الدوريات الهامة ، وإحصاء مدى كثافة الاستشهـاد بمحتويات كل دوريـة "( 3 ) ( وينطبق ذلك أيضاً على تحليل قوائم المراجع الملحقة بالأبحاث العلمية وغيرها من مصادر المعلومات ) ، وعلى ذلك فمن الضرورى عند اختيار وتزويد المكتبات ومراكز المعلومات بمصادر المعلومات المتنوعـة تحديد المصـادر والأوعية الأساسية التى يزداد الرجوع إليها واستخدامها ؛ حتى تحقق هذه المجموعات والأوعية المكتبية هدف المكتبة التى تسعى إلى الوصول إليه فى الإستجابة لاحتياجات المستفيدين .

ثانياً : استثمار مدى تأثر الإنتاج الفكرى المستشهد به بعامل الزمن فى تقدير مدى صلاحية المقتنيات للاستخدام إن الوظيفة الأساسية لأية مكتبة تتركز فى العمل على تنمية مقتنيـاتها من مصادر المعلومات التى يزداد الطلب عليها واستبعاد الأوعية التى يقل استخدامها ، حيث تفقد مصادر المعلومات مقومات الإفادة منها بمرور الزمن ويقل استخدامها من قِبَل المترددين على المكتبة ( 4) ، إذ يلجأ الستفيــدون ( وبصفة خاصة الباحثون ومنتجو المعلومات ) إلى الاعتماد على ما يصدر حدبثاً من أوعية الإنتاج الفكرى وفقاً لطبيعة اهتماماتهم ( 5 ) .
وبناءً على ذلك نستطيع القوْل بأنه يمكن استثمار دراسات الاستشهادات فى ترشيد مقتنيات المكتبات – ومنها مكتبات جامعة الإسكندرية - من الأعمال الفكرية وتنمية مقتنياتها من أوعية المعلومات الأكثر إفادة للباحثين فى دراساتهم ؛ وذلك من أجل الوصول إلى معايير أفضل للاختيار وبناء المجموعات بالمكتبة بما يضمن لها القيام بتحقيق أهدافها فى تلبية احتياجات المستفيدين فى المجالات التى تقدم خدماتها فيها . كما يكن استثمار مدى تأثر الإنتاج الفكرى المستشهد به بعامل الزمن فى تقدير مدى صلاحية المقتنيات للاستخدام ، والوقوف على المجموعات الأساسية ( المحورية ) التى ينبغى توافرها ضمن مقتنيات المكتبات فى مختلف التخصصات وبصفةٍ خاصة فى ظل الميزانية المحدودة التى تعجز عن توفير جميع الأوعية الفكرية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستفيدين من خدماتهـا . 

المصادر العربية والأجنبية
( 1 ) حشمت قاسم . مدخل لدراسة المكتبات وعلم المعلومات .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1990 .- ص 164
( 2 ) Broadus , Robert . The application of citation analysis to library collection building .- Advances in librarianship .- Vol. 7 ( 1977 ) .- p 299-335
(3) حشمت قاسم .مصادر المعلومات وتنمية مقتنيات المكتبات ._ ط2 مزيدة ومنقحة ._ القاهرة مكتبـة غريب ، 1988 ._ ص ص 122 ، 378-379 .
( 4 ) Wallace , P.O. Solution in research of a problem , bibliometrics And literature .- Vol.112 ,No.8 ( 1987 ) .- pp 44
( 5 ) حشمت قاسم . تحليل الإستشهادات المرجعية وتطور القياسات الوراقية . فى كتابه دراسات فى علم المعلومات . – ط2 . – القاهرة : دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ، 1995 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق