الجمعة، 9 مارس 2018

المؤرخ و الوثيقة: من الأرشيف التقليدي إلى الأرشيف الإلكتروني/ د.محمد تلوزت بن علا

 قضايا التوثيق في الأرشيف الإلكتروني.

تقديم.
         تمثل الوثيقة  ذاكرة الوطن والوطن بدون وثيقة لا تاريخ له، لهذا بادرت الأمم بجمع وحفظ تراثها الوثائقي منذ القدم. فبدأ التوثيق منذ اكتشاف الكتابة في بلاد الرافدين مرورا بمصر القديمة والأرشيف اليوناني والروماني القديم، وتدوين الحديث الشريف، وتأريخ حوادث إنشاء الدولة العربية الإسلامية،ودول العالم المختلفة، فلولا الوثيقة لما اطلعنا على تاريخ الأمم المختلفة ولا حفظنا أحداث التاريخ، و إذا كانت إذن للوثيقة قيمة كبرى في حفظ التراث وفهم الماضي لتعزيز الثقة بالمستقبل، فإن هذا الإنتاج الإنساني يواجه تحديات في عالم اليوم، فكيف يمكن الحفاظ عليه للاستفادة منه؟.  

أولا. الأرشيف التقليدي
1.     تعريف الوثيقة و الأرشيف.
ماهية الوثيقة.
     الوثيقة هي كل ما يعتمد عليه، ويرجع إليه لأحكام أمر، وتثبيته وإعطائه صفة التحقق والتأكد منه وهو كل وديعة فكرية أو تاريخية تساعد في البحث العلمي، أو تكشف عن جوهر واقع ما، أو تصفه ويمكن تحديد عناصر الوثيقة في ما يلي:[i]
أن تكون مصدر للمعرفة: أي أنها تحتوي على معلومات تمكن المستفيد من الاعتماد عليها في إثبات حجة أو الرد على رأي أو الحصول على معلومة جديدة تفيد في البحث العلمي.
أن تمتلك قوة الإثبات: مثل أن تكون صادرة عن مؤسسات رسمية مختصة، أة تم تحقيقها سابقا.
أن تكون قابلة للانتفاع حيث تقدم معلومات هي موضع حاجة لدى الباحث مهما كانت صفته.
أما هدف الوثيقة  فيتغير بطبيعة الحال، فقد يكون تقديم برهان أو شهادة، أو الاحتفاظ بنتائج بحث حول حدث ما، أو التمهيد لوثيقة أخرى أو عرض أفكار أو نتائج أو المساعدة في إنجاز عمل  وقد يكون الهدف هو والإعلان و الإخبار، أي نشر المعلومات في شكل مبسط.

 أما أنواع الوثائق من ناحية الشكل فيمكن اختصارها كالتالي:

 1) الوثيقة المكتوبة.
 2) الوثيقة المرئية.
 3) الوثيقة المسموعة.
 4) الرسومات.
 5) الخرائط.
 6) الوثائق المحوسبة (HARD DISK -FLOPPY DISK - CD - DVDإلخ…).
7) المايكروفورميات  بجميع اشكالها (مايكروفيلم/ مايكروفيش/ SLIDE).

و خلاصة فالوثيقة تعني تلك الوثائق التي تكون لها أهمية تاريخية أو قانونية أو مالية ويمكن الرجوع إليها مستقبلاً لاستنباط المعلومات التي تفيد المؤرخ أو الباحث.

 و من جهة أخرى تلعب الوثائق دورا في تنشيط الحركة الثقافة في المجتمعات، وما يدل على ذلك ما خلفه المسلمون من الوثائق والمخطوطات والتي امتلأت بها المكتبات التي هي موضوع اهتمام العلماء والمؤرخين وركيزة بحوثهم ودراساتهم، و نتيجة لهذا الدور للوثائق نتساءل عن علاقتها بما يعرف بالأرشيف.

2.     ب . تعريف الأرشيف.

تمثل إذن الوثائق مصدرا مهما من مصادر المعلومات، فالوثائق بمفهومها العام "Documents" تعني وكما هو متعارف عليه، كل وعاء أو مصدر من مصادر المعلومات الورقية وغير الورقية، المقروءة أو المسموعة والمرئية. فالكتاب على سبيل المثال وبكل أنواعه وأشكاله هو وثيقة بهذا المعنى، وكذلك الصحف والمجلات والدوريات الأخرى، وكذا المخطوطات، والأفلام، والصور…إلخ.

   و يمكن التمييز بينها و بين الوثائق التاريخية، وكذلك الوثائق الرسمية وغير الرسمية الجارية، والتي يطلق عليها اسم "Archives"، ويجتهد بعضهم إلى تعريبها تحت اسم (أرشيف). وهنا يستحسن بنا أن نؤكد بأن مثل هذه المصادر الناقلة للمعلومات (الوثائق التاريخية والوثائق الجارية) لها أهمية عند الباحثين، لأنها تعد في غالبيتها من مصادر المعلومات الأولية  التي لها أهميتها خاصة في البحث العلمي. وعلى هذا الأساس فهي تتميز عن مصادر المعلومات الأخرى، كالكتب والمراجع والصحف والمجلات العامة، التي هي في معظمها مصادر من الدرجة الثانية[ii] .

و يعد الأرشيف بصفة عامة هو مجموع تلك الوثائق التي تحفظ بقصد الرجوع إليها عند الحاجة لاستعمالها كحجة وبرهان في الدفاع وإثبات الحقوق ومادة ضرورية تعتمد عليها البحوث التاريخية ومصدر إلهام في دراسة المشروعات الآنية، و يعني استعمال الأرشيف استرجاع المعلومات التي تحملها هذه الوثائق لأن المحافظة عليها يعني حتماً صيانتها وحمايتها بكل أصنافها.
 2- الوثيقة و التاريخ

   إن العلاقة بين علمي التاريخ والوثائق علاقة عضوية تربط بين المؤرخ وعالم الوثائق برباط الهدف الذي يسعى إليه كل منهما وهو الوصول إلى الحقيقة، ولقد أصبح المنهج الوثائقي أحد الروافد الأساسية في مجرى الحقائق التاريخية فبدون الوثائق وأشكالها المختلفة والمخطوطات لايمكن كتابة التاريخ، وأي تاريخ يكتب في غياب الوثائق والمخطوطات تاريخ ينقصه الكثير من الحقائق، ذلك أن الوثائق والسياسة ترتبطان بقوة، فالوثائق هي التي تسجل بها أحداث الدولة وأعمالها الرسمية وغير الرسمية، ولاشك أنها اكتسبت قيمتها التاريخية والسياسية فيما دون فيها من حقائق ثابتة ينتفع بها في دعم حق من الحقوق مثلا رجوع المغرب إلى الوثائق التاريخية لتأكيد مغربية صحرائه. وتعد الوثائق بذلك من المصادر الأصلية والأساسية لدراسة التاريخ والحضارة لكونها منبعاً مادياً يرد فيه الكثير من المعلومات الأصلية لكل باحث يرغب في الوصول إلى الحقائق العلمية.

   وتنقسم الوثائق التاريخية إلى نوعين أساسيين إذا أخذنا بعين الاعتبار مصدرها:

-    الوثائق الرسمية: وتشمل المعاهدات والقوانين و الظهائر و المراسيم، وغيرها مما يتصل بشؤون الحكم و مؤسسات القرار.
-    الوثائق الخاصة: وتضم السجلات والعقود والخطابات وغير ذلك مما يتصل بالعلاقات الاجتماعية الخاصة للمواطنين.

 ولا تقل الوثائق الخاصة في قيمتها وأهميتها عن الوثائق الرسمية، إذ تلقي الضوء على أحوال المجتمع والعلاقة بين أفراده، وبينهم وبين السلطات الحاكمة وغير ذلك من الأمور، ويزيد من قيمتها أنها تصل إلينا مكتوبة بخط أفراد من الشعب دون تنميق أو تحريف.
    و إذا كانت للوثائق هذه القيمة على الصعيد الوطني لقيمتها العلمية فقد وجدت الوثائق اهتماما كبيرا على الصعيد الدولي فأين يبرز ذلك؟.

3-الاهتمام الدولي بالأرشيف.

   أدى تطور نظم حفظ وجمع الوثائق في الفترة  المعاصرة إلى ظهور علم الوثائق وهو ميدان مهم في علوم المكتبات دعت إليه الرغبة الملحة في الاطلاع على المعرفة التي تحملها الوثائق والمخطوطات وفهم جوهرها وتيسير الإفادة منها بالنسبة لجميع الباحثين. و نظرا لمكانة الوثائق في العلاقات بين الدول تأسس المجلس الدولي للوثائق[iii]، و صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1960، وحدد مقره في مدينة روما في إيطاليا. و تهدف هذه المؤسسة إلى:

1-عقد مؤتمرات حول الوثائق بصورة دورية.
 2- إقامة وتنمية وتعزيز العلاقات بين أمناء الوثائق في كل الأقطار.
 3- دعم كل الإجراءات للمحافظة على التراث الوثائقي الإنساني.
 4- تأسيس فروع إقليمية للمجلس الدولي في عدد من المناطق الجغرافية في العالم.

 و في المنطقة العربية تأسس فرع إقليمي عربي له في يوليو1972، وأطلق عليه اسماً مختصراً عَرَبيكا (Arabica)[iv]. و اتخذ مقره الدائم في بغداد ومن مهامه[v]:
الحفاظ على التراث العربي المتمثل في الوثائق.
خلق وعي وثائقي في الدول العربية.
 تعزيز التعاون بين المتخصصين بحفظ الوثائق في جميع دول المنطقة العربية. و رغم هذه المجهودات فإن الأرشيف كنتاج بشري يواجه مشاكل ترتقي إلى تحديات فماهي؟.

4- تحديات الأرشيف التقليدي.

     عرف التاريخ الإنساني كوارث كبيرة أدت في فترات إلى دمار أجزاء هامة من التراث الوثائقي العالمي، مثل حريق مكتبة الإسكندرية بمصر القديمة  الذي دمر المخزون التراثي الهائل لذلك العصر ، وقد رمى المغول بالكتب والوثائق التاريخية في عاصمة الإمبراطورية العربية الإسلامية بغداد في النهر حتى اسودت مياه دجلة لعدة أيام، و إذا كان حفظ الوثائق الرسمية للأجيال القادمة أحد الهموم الأساسية لرجال الدولة على مدى العصور فإن العمل الأرشيفي في البلدان العربية يعاني من نظرة دونية إليه، حيث تتعامل معظم المؤسسات الرسمية مع الأرشيف على أنه عمل ثانوي، وحيث يعتقد الجمهور غير المتخصص أن عمل الأرشيف يبدأ عندما تنتهي الحاجة إلى الوثائق الرسمية عكس ما نجده في الدول المتقدمة التي تتعامل باحترام كبير مع العمل الأرشيفي وتعطيه معناه الحقيقي.

  و من ابرز التحديات الأساسية التي يواجها الأرشيف العربي في الألفية الثالثة، هي إثبات موقعه المتميز في الدولة والمجتمع، و استيعاب التطورات التكنولوجية الجديدة في العالم وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واختيار المناسب من هذه التكنولوجيا لظروف عمل المراكز الأرشيفية العربية.

        و يعرف إنتاج الأرشيف الورقي حاليا تراجعا كميا بسبب:

مشكلة التكاليف: فقد أصبحت تكاليف إنتاج وصناعة الورق في تزايد مستمر فضلا عن مشاكل صناعة الورق والتي تتمثل في اجتثاث الغابات و تأثيراتها السلبية على البيئة.
مشكلات التخزين حيث يحتاج الأرشيف إلى مساحات مكانية كبيرة مما يفرض دوما توسيع البنايات والمخازن.
تعرض المستندات الورقية للتلف والتمزق. لكثرة استخدامها من قبل القراء والباحثين.
مشكلات نقل وشحن الوثائق الورقية من مكان لآخر و تزايد تكاليفها تؤثر في عمل مراكز الوثائق في مختلف مناطق العالم.
مشكلات تنظيم وتصنيف وفهرسة الوثائق الورقية و إنجاز كشافات لها.
صعوبة وصول الباحثين  بسهولة وسط هذا الكم الهائل والمتزايد من الوثائق والمصادر الورقية إلى الوثائق التي تهمهم.
عجز الوثائق والمصادر الورقية عن الاستجابة للباحث المعاصر الذي يرغب في معلومات سريعة و شاملة ودقيقة.

تفوق و سهولة إيصال الحواسيب والتكنولوجيات المصاحبة لها كل أنواع المعلومات السريعة والوافية والدقيقة إلى الباحثين موفرة لهم بذلك الوقت والجهد.

و تمر الوثيقة حسب عمرها بثلاثة مراحل هي:[vi]
1ـ المرحلة الأولى: و تكون وثائقا لا تزال تستخدم في مصالحا المنتجة لها و تسمى بالوثائق أو الأرشيف الجاري.
2ـ المرحلة الثانية: وتبدأ عندما تغلق الملفات وتنتهي معالجة القضايا المتعلقة بها فيصبح استخدام الوثائق عرضياً ويسمى الأرشيف الوسيط.
3 ـ المرحلة الثالثة: وتبدأ عندما تنتهي فترة الحفظ الوسيط، وعندما تزول كل حقوق المؤسسة المعنية بالتصرف بوثائقها، وتؤول هذه الوثائق إلى مراكز الأرشيف، ويتقرر حفظها بصورة دائمة أو إتلافها بعد انتهاء حاجة الإدارة إليها ويسمى الأرشيف النهائي. فكيف يتعامل معها في كل مرحلة؟.

     تلتزم مراكز الأرشيف في البلدان المتقدمة بالإشراف على الوثائق في مراحلها الثلاث: النشيطة والوسيطة والأرشيفية النهائية، في حين أن واقع عمل مراكز الأرشيف العربية ينحصر فعلياً بالمرحلة الثالثة فقط، وهي في بعض الأحيان لا تملك السيطرة الفعلية على هذه المرحلة، إذ أن بعض المؤسسات لا تلتزم بتسليم وثائقها المنتهية إلى مراكز الأرشيف مما يعرضه للضياع.

 ويتوجب عليها تطبيق مفهوم الأرشيف المتكامل بمراحله الثلاث، وبذلك يمكن أن يرتبط عمل الأرشيف بشكل آلي بالعمل اليومي للإدارة الحكومية، ثم تغيير النظرة إلى عمل رجل الأرشيف و الأرشيف السلبية لأنه هو المؤتمن على تاريخ الوطن وذاكرته. و سيؤدي ذلك إلى النهوض بالأرشيف و الحفاظ على تراثنا، و تكريس مفهوم دولة المؤسسات و إعلاء هيبة الدولة، و تعزيز المثل الوطنية لدى الجيل الجديد.

ثانيا.الأرشيف الإلكتروني.

1ـ مزايا النظم الرقمية:

          تطور استعمال التكنولوجيا و المعلوميات في الحياة الاجتماعية و الثقافية في الفترة  المعاصرة بشكل كبير وبدأت مراكز الوثائق و الأرشيف و المكتبات الوطنية تعتمد النظم الرقمية التي توفرها المعلوميات، ونوجز مزاياها فيما يلي[vii]:
ـ المساعدة في الحفاظ على الوثائق النادرة والسريعة العطب من دون عرقلة الباحثين الوصول إليها.
ـ  سهولة استرجاع و استخدام الوثيقة حسب مواضيعها و أشكالها مقارنة مع التصنيف اليدوي.
ـ سهولة اطلاع و استرجاع الباحث للوثائق عند تحويلها إلى الشكل الرقمي يمكن للمرء استرجاعها في ثوانٍ، كما يمكن لعدد من الباحثين قراءة الوثيقة نفسها في الوقت نفسه ، و يمكنهم الإطلاع عليها عبر الإنترنيت بدل الحضور شخصياً إلى مقر مركز الوثائق و مكابدة مشاق السفر.
ـ توفير أماكن التخزين حيث أن النسخ الإلكترونية تشغل حيزاً بسيطا و صغيرا في المجال.

2. طرق تحويل الوثائق إلى الأرشيف الإلكتروني:

     عندما تقرر أية مؤسسة استخدام النظم الرقمية فلا بد لها من دراسة الخيارات التقنية ومزايا وعيوب كل منها، ولابد لها من الموازنة بين ثلاثة أمور: الحفاظ على الوثائق ، التكلفة و سهولة الاستخدام.

ـ الخيارات التقنية

   المسح وتحويل الصفحة إلى صورة مع استخدام نظام التعرف على الأحرف وإدخال الوثيقة أو الكتاب من جديد عن طريق لوحة المفاتيح أو إدخال الوثيقة وفق معايير النصوص الفائقة، ومن الواضح أن الطريقة الأولى هي الأنسب بالنسبة لمراكز الوثائق، فهي تحافظ على شكل الوثائق كما هو في شكلها الورقي مع الأختام والأرقام، والملاحظات المكتوبة على هوامش الوثيقة، وهي الطريقة الأرخص بالمقارنة مع الطرق الثلاث الأخرى. غير أن عملية المسح يجب أن تترافق مع فهرسة دقيقة للوثيقة وتحديد مواصفات وكلمات مفتاحية بهدف استرجاعها بصورة ملائمة موضوعياً، أما الإجراءات الداخلة في عملية الأرشفة فهي كالتالي:
ـ الحصول على الوثيقة بشكلها القابل للأرشفة ثم مسحها إلكترونياً.
ـ فهرسة الوثيقة.
ـ ضغط المعلومات أي حفظ الصورة بحيث لا تأخذ حيزاً كبيراً من القرص المخزن أو غيره.
ـ إمكانية الاسترجاع الآلي للوثيقة.
ـ التوزيع عبر الشبكات الحاسوبية المختلفة.

أما أنواع حامل المعلومات الرقمية فهي :

ـ وسائط مغناطيسية.
ـ الأقراص المغناطيسية الصلبة.
ـ الأشرطة المغناطيسية الرقمية.
ـ أبراج الأقراص الضوئية:

 وهي نظم تحفظ فيها عدة أقراص ضوئية وإذا كانت سعة هذه الأقراص كبيرة فيمكن أن يصل حجم تخزين البرج إلى 100 ـ 200 تيرابايت أي ما يتسع لتخزين 4 ـ 8 مليار صفحة على شكل صورة، ولكن سلبية هذه الأبراج أن زمن الانتقال من قرص إلى قرص، كبير نسبياً ويتراوح بين 8 ثوانٍ و30 ثانية.

ـ التجهيزات:
 تختلف تجهيزات نظام و ضع الأرشيف باختلاف حجم الوثائق والغرض المطلوب منه، ويمكن إيجاز مواصفات هذه التجهيزات فيما يلي:
نظام استثمار أرشيف موضوع  حول حاسوب وحيد يمكن أن يتألف من حاسوب شخصي مزود بقارئ CD-ROM مع مجموعة من الأقراص الليزرية التي تحتوي صور الأرشيف الجاهز، وتكون كلفة مثل هذا النظام محدودة.

نظام إدخال واسترجاع مزود بوسائل إدخال الوثائق النصية (الماسحات الضوئية) ووسائل استرجاعها (محطات عمل حاسوبية) وهذه الوسائل والمحيطيات مربوطة على شبكة محلية بحيث يتضمن النظام عدة محطات إدخال وعدة محطات استعراض.

3ـ ما هو أرشيف الإنترنيت:

      تتجه كثير من المؤسسات في عصرنا إلى التوسع في استخدام الإنترنيت ونشر معلوماتها الأساسية عليها، غير أن بعض المؤسسات بدأت أيضاً باستخدام الإنترنيت كوسيط للتخاطب مع الموظفين ومع فروع المؤسسة ومع الزبائن والمصارف والشركاء والموزعين والمزودين والمعلنين، مما يجعل معظم نشاط المؤسسة الفعلي موجوداً بالفعل على الإنترنيت، وقد ساعدت البرمجيات المكتبية الحديثة على تحويل عمل الموظف في المكتب إلى جزء من مخزون الإنترنيت، ولا يقتصر ذلك على الشركات الخاصة، فطريقة العمل هذه بدأت تدخل المؤسسات الرسمية من أوسع الأبواب، ولا يستثني من ذلك بعض أهم الوزارات وأكثرها خوفاً على أسرارها مثل وزارة الدفاع الأمريكية.

   ويشهد استخدام الإنترنيت في البلدان العربية تطورات كبيرة وعلى دورالأرشيف العربية مواكبة ذلك، و كأي عمل بشري فإن استخدام التقنيات الحديثة في مجال الأرشيف تواجهه بعض المخاوف معظمها يتعلق بأمن الوثيقة الإلكترونية، فمن المعروف أن صورة الوثيقة الورقية المحفوظة إلكترونياً، يمكن أن تتعرض للتخريب أو التزوير المتعمد، كما يمكن أن تتعرض للتدمير غير المتعمد، عندما تتقادم النظم والأجهزة، ويضطر الفنيون إلى نقلها إلى نظم جديدة، أو عند حدوث أخطاء في النظام تستدعي إعادة تحميله، أو عندما يتعرض النظام الحاسوبي لهجوم من فيروسات جديدة غير معروفة.

   ولكن تراكم الخبرات، وتقدم وسائل الحماية التكنولوجية، سمحت بتخفيض مستوى المخاطرة الناتجة عن استخدام النظم الحاسوبية في حفظ الوثائق، وأصبحت نسبة المخاطر التي تتعرض لها الوثائق المحفوظة بالنظم الحاسوبية لاتتعدى مستوى المخاطر التي تتعرض لها الوثائق الورقية و تتيح التقنيات الحديثة الزيادة في عمر الوثائق الافتراضي. لكن   هل ثمة بديل لنظام الوثائق الإلكترونية؟.

      قد يكون الخيار متاحاً بين الاعتماد على نظام حفظ ورقي أو الحفظ باستخدام الميكروفيلم أو نظام الأرشيف الرقمي، وذلك إذا كان موضوع الأرشيف هو الوثائق الورقية فقط، أما عندما نتحدث عن الوثائق الإلكترونية، أي الوثائق التي تنتجها النظم الحاسوبية، وتؤدي عملها ضمن بيئة إلكترونية بحتة، فليس ثمة خيار سوى نظام الوثائق الإلكترونية. ولذلك نستطيع أن نقول: إن أرشيف القرن الحادي والعشرين هو أرشيف إلكتروني أساساً، ولن يكون ثمة خيار في استخدام النظم التقليدية (ورق + ميكروفيلم) أو استخدام النظم الإلكترونية، فالخيار الوحيد للتعامل مع الوثيقة الإلكترونية ومعالجتها وحفظها واسترجاعها، هو اعتماد نظام الوثائق الإلكترونية. بل أصبحت الوثيقة الإلكترونية هي الأصل والنسخة الورقية مجرد صورة للأصل، حتى إن بعض الوثائق الإلكترونية لا يمكن نقل بنيتها عند نسخها على الورق.

     وعموماً فإننا نجد في الوقت الحاضر نوعين من الوثائق والمصادر المنشورة إلكترونياً:

أ. الوثائق والمعلومات المتوفرة بشكل إلكتروني، ولا يوجد لها بديل تقليدي ورقي.
 ب. الوثائق والمعلومات المتوفرة بشكل إلكتروني، والتي يتوفر لها أيضاً بديل تقليدي ورقي، أو مصادر ورقية مكملة.

1.    قضايا التوثيق في الأرشيف الإلكتروني.

      تعددت المعايير المتبعة في توثيق هذه المصادر فالبعض منها متخصص بالعلوم الإنسانية و البعض الآخر بالعلوم الطبيعية و التطبيقية، و سنتبع أسلوبAPA.
American Psychological Association (APA Style) ISO 690-

و نتساءل: لماذا نوثق ؟
1. تحديد الملكية الفكرية و إعطاء المؤلف حقه.
2. إرشاد القارئ إلى النص الكامل للمادة التي تم الاعتماد عليها.
3. تأكيد دقة و صحة المعلومات، حيث تعتبر معايير المنظمة الدولية للمقاييس الايزو ISO الأكثر شمولية، وتعتمد من قبل معظم معايير التوثيق الدولية و تقترح الايزو (ISO 690-2) العناصر التالية للتوثيق الإلكتروني.


1.الشكل العام للتوثيق الببليوغرافي كما يلي:

- لقب أو كنية المؤلف، الاسم الأول أو اختصاره
- تاريخ الوثيقة إذا كان مختلفاً عن تاريخ الدخول إلى الموقع.
- عنوان الوثيقة.
- عنوان العمل كاملاً بأحرف مائلة الإصدار أو رقم الملف (الطبعة أو المراجعة).
- العنوان، مسار إلى الوثيقة في الموقع.
- الدخول إلى الموقع و تاريخ الزيارة.

2ـ توثيق صفحة ويب Web Page .الشكل العام لتوثيق صفحة ويب هو كما يلي:

• لقب أو كنية المؤلف، الاسم الأول أو اختصاره.
• (تاريخ نشر الوثيقة).
• العنوان الكامل للوثيقة.
•عنوان الموقع بأحرف مائلة، (أي إصدار أو رقم ملف).
• البروتوكول و عنوان الموقع متضمناً المسار أو الأدلة للدخول إلى الموقع.

• تاريخ الزيارة.

مثال:
محمد، حسان. (1999). واقع و آفاق البحث العلمي.<2اكتوبر2002>
http://mafhoum.com/syr/articles/richeh/richeh.htm.

3. المطبوعات الإلكترونية.

أولاً: المقالات: تشمل مقالة من دورية أو صحيفة سواءً من قاعدة بيانات توفر النص الكامل أو لدورية متوافرة إلكترونياً من خلال الشبكة.
الشكل العام للتوثيق هو:

• لقب أو كنية المؤلف، الاسم الأول أو اختصاره.
• (تاريخ النشر).
• عنوان المقالة.
• عنوان العمل كاملاً بأحرف مائلة، المجلد (العدد)، عدد الصفحات.
• تاريخ الاسترجاع.
• مصدر الاسترجاع.
• اسم القاعدة.
• عنوان الموقع.

مثال: عبد الكريم بجاجة. اقتراح برنامج  تكويـن الأرشيفـيين لإدارة الأرشيف الجاري والوسيط  .- cybrarians journal .- ع 5 .يونيو 2005 .< تاريخ الاطلاع   اكتب هنا تاريخ اطلاعك على المقالة > .- متاح في:
http://www.cybrarians.info/journal/no5/archivst.htm


4.كتاب، تقرير، وثيقة، فصل من كتاب، مقالة من موسوعة.

 الشكل العام للتوثيق هو:

• لقب أو كنية المؤلف، الاسم الأول أو اختصاره.
• (تاريخ النشر).
• عنوان العمل كاملاً بأحرف مائلة، (الطبعة) إذا كانت متوافرة.
• تاريخ الاسترجاع.
• عنوان الموقع.


 خلاصة.

يمثل إذن الأرشيف أداة الحفاظ على التراث و استرجاعه للاستفادة منه في الحاضر، إلا انه يواجه تحديات التطورات التقنية، لهذا يجب تحديث عرض الوثائق واسترجاعها، لتحسين شروط البحث الذي ينبني على المعرفة الموضوعية القائمة على الوثائق، و نتساءل عن حجم الوثائق التي تسلمتها دور الأرشيف والخزانة الوطنية في فترة الاستقلال، ثم التفكير الجدي في ملاءمة هذا الأرشيف مع التطورات التي يعرفها البحث العلمي القائم على المعلومات. ثم لايجب أن نغفل ضرورة تطوير العلاقة بين المؤرخين وأشكال وثائق الأرشيف الحديث لاسيما الأرشيف الإلكتروني، كما يلزم المؤسسات الأرشيفية مواجهة تحديات مجتمع المعلومات وأن تبلور قدرتها على تقديم خدماتها و إلا فستضطر إلى إغلاق أبوابها، وإذا لم نفعل ذلك من الآن نكون كمن يجلس مفكراً فوق سكة الحديد مطمئناً إلى أن القطار ما يزال بعيداً.

[i]  - إبراهيم عيسى، تكنولوجيا المعلومات و الانترنيت، تاريخ الاطلاع> 01/1/2007< متاح في:
www.arabcin.net/modules php ?= name = content                                                          
[ii] - إعداد الدكتور: عامر إبراهيم قنديلجي:النشر الإلكتروني للوثائق، تاريخ الاطلاع> 01/1/2007< متاح في:
www.arabcin.net/modules php ?= name = content                                                          
[iii] - عنوان السكرتارية في فرنسا :
Secrétariat : Conseil international des Archives60 rue des Francs-Bourgeois75003 PARIS, France Tel  : 33 (0)1 40 27 63 06Fax : 33 (0)1 42 72 20 65
http ://www.ica.org
[iv] - الموقع الإلكتروني للفرع و هو www.arbica.com و له عنوان آخر www.arbica.net  غير مشغلان بتاريخ 2 يناير 2007
[v] -  دعد الحكيم،الفرع الإقليمي العربي للأرشيف الدولي، انظر.
www.arabcin.net/modules php ?= name = content                                                          
[vi] - بشار عباس ، أرشيف الألفية الثالثة والتوجه نحو النظم الرقمية. تاريخ الاطلاع> 01/1/2007< متاح في:
www.arabcin.net/modules php ?= name = content                                                           
[vii] - بشار عباس ، أرشيف الألفية الثالثة والتوجه نحو النظم الرقمية. تاريخ الاطلاع> 01/1/2007< متاح في:
www.arabcin.net/modules php ?= name = content         

الأربعاء، 21 فبراير 2018

التراث العربي: هوية الماضي وزاد المستقبل (1/2) / محمود زكى



تمهيد في تعريف التراث والمخطوط والتحقيق
أصل كلمة (التراث) في اللُّغة من مادة (ورث)، التي تدور معانيها حولَ حصول المتأخِّر على نصيب مادي أو معنوي ممَّن سبقه، فالتراث: الميراث - والتاء فيها منقلَبِة عن واو؛ كالتُّخَمة والوُخَمة -: وهو كلُّ ما يُخلِّفه الرجل لورثته.

والتراث بمعناه العام: ما خلَّفه لنا أسلافُنا من عقائدَ وعلوم ومعارف، وثقافاتٍ وعادات وتقاليد، وتجاربَ وخِبرات، وآثارٍ وفنون... إلخ، لكن ما يَعنينا في هذا المقام هو التراث الفكرى، المتمثِّل في الآثار المكتوبة التي حَفِظها التاريخُ كاملةً أو مبتورة، فوصلتْ إلينا بأشخاصها، وهذا التراثُ ليس له حدود تاريخيَّة معيَّنة، فكلُّ ما خلَّفه مؤلِّفٌ من إنتاج فكرى بعد حياته يُعدُّ تراثًا فكريًّا، وعليه فهو: كلُّ ما وصل إلينا مكتوبًا في أيِّ فرع من فروع العلوم والمعارف[1].

"ويتناول التراثُ العربيُّ كلَّ ما كُتب باللُّغة العربية، وانتزَع من رُوحها وتيَّارها قَدرًا، بصرف النَّظر عن جِنس كاتبه، أو دِينه، أو مذهبه؛ فإنَّ الإسلام قد جَبَّ هذا التقسيم وقَطَعه في جميع الشعوب القديمة التي فتَحَها، وأشاع الإسلامُ لُغةَ الدِّين فيها، وهي اللُّغة العربية التي لوَّنت تلك الشعوب بلون فكريٍّ واحد متعدِّد الأطياف، هو الفِكر الإسلامي، وهو الفِكر العربي"[2].

أمَّا (المخطوط)، فهو في اللُّغة: "كلُّ ما كُتب بخطِّ اليد، سواء كان كتابًا أو وثيقة، أو نقشًا على حجر، ولكنَّه في الاصطلاح يقتصر على الكتاب المخطوط بخطِّ اليد... وهو يُقابِل الكتاب المطبوع"[3]، وتُعرَّف علوم المخطوط الإسلامي بأنَّها: "العلوم التي تَدْرُسُ ما يتعلَّقُ بالكتاب الإسلامي المخطوط، مادةً ومضمونًا، حِفظًا وإتاحةً وتاريخًا"[4].

وأمَّا (التحقيق)، فهو في اللُّغة: التأكُّد من صِحَّه الخبر وصِدقه، و"حقَّقْتُ الأمر، وأَحْقَقْتُهُ: كنتُ على يقين منه"[5]، وهو يدور حولَ معاني الإثبات والتصديق، والإحكام والتصحيح، وفي الاصطلاح القديم: "التحقيق إثبات المسألةِ بدليلها"[6]، أمَّا في الاصطلاح المعاصِر، فهو قراءة النَّص "على الوجه الذي أرادَه عليه مؤلِّفُهُ، أو على وجهٍ يَقْرُبُ مِن أصله الذي كتبَه عليه مؤلِّفُه"؛[7] تمهيدًا لنشْره وطباعتِه، أو هو العِلم الذي "يُعْنَى بإظهار الكتب المخطوطة مطبوعةً مضبوطة، خالية نصوصُها من التصحيف والتحريف، في حُلَّة قشيبة، تُيسِّر سُبُلَ الانتفاع بها، وذلك على الصورة التي أرادها مؤلِّفوها، أو أقرب ما تكون إلى ذلك"[8].
كان الكتابُ قبلَ ظهور الطباعة يُكتَب بخطِّ اليد على الورق، أو الرِّق، أو البردي، وتُجْمَع على هيئة كرَّاسات، ويُعَدُّ المخطوط وعاءً أمينًا حَفِظَ تراثَ ومعارفَ حضارة الإسلام العظيمة، وسِجلاًّ ناصعًا لتجاربِها ومُنْجَزاتها، وكتابًا صادقَ التعبير عن سموِّ عقائِدها وشرائِعها، ورفعة أخلاقِها.

"وقدِ احتشدتِ الأمَّة لتسجيل علومها ومعارفها في جِهادٍ دائب، لم تشهدْه أمَّةٌ من الأمم، ولم تعرفْه ثقافةٌ من الثقافات، ولم يقفْ هذا الجهاد عندَ مصرٍ من الأمصار، أو يَكْتفِ بقُطر من الأقطار، بل امتدَّ إلى كلِّ بلد طالتْه يدُ الإسلام.

ولم يكدْ ينتصف القرنُ الثاني الهجريُّ حتى اندفعَ العلماء في التصنيف والجَمْع، وأخذ صريرُ أقلام النُّساخ يُسمَع في كلِّ مكان، وكأنَّه صوتُ الآلات في المطابع، وعمرت حلقاتُ الدَّرْس بالطلاَّب، وزخرت المكتبات العامَّة والخاصة بالتآليف في شتَّى فروع العلوم والثقافة.

وتمضي الأيَّام وتتسع رُقعةُ الدولة الإسلامية، ويَغْزُر التأليف والتصنيف، وتملأَ المخطوطاتُ العربية مكتباتِ الدنيا شرقًا وغربًا، حتى تظهرَ المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، على يد جوتنبرج الألماني (1468 م)، وكأنَّما كان هذا الاختراع العجيب - اختراع الطباعة - مِن أَجْلِ فِكْرنا وتُراثنا - نحن العربَ - دون غيرنا من الأمم، فقدْ دارتِ المطابع هنا وهناك؛ لإخراج عِلْمِنا من مخطوطات محدودة إلى أسفار مطبوعة..."[9].

وهذا التراث الفِكري يتضمَّن: العلوم الإنسانيَّة والعلوم التطبيقيَّة، والعلوم الإنسانية تضُمُّ العلوم الشرعيَّة (الدينية)، والعلوم اللُّغوية، وغيرها كالتاريخ والاجتماع... إلخ، وظاهرٌ أهميَّة النقل والتدوين؛ أي: أهميَّة المخطوطات، بالنسبة للعلوم الشرعيَّة، فالقرآن الكريم حُفِظ في الكواغد، كما حُفِظ في الصُّدور، ونُقل إلينا بالتواتُرِ، والسُّنَّة النبويَّة المشرَّفة حُفظت ودوِّنت في الكتب، كما تناقلتْها أفواه الرواة، وأمَّا سائر العلوم الشرعية المنبنية على الكتاب والسُّنة والمفسِّرة لهما، فهي مؤلَّفَاتٌ إبداعيَّة، كسائر إبداعات العرب في العلوم الإنسانيَّة، لا غنى للأمَّة عن أكثرها، بل لا غِنى للبشرية عن كثير منها.

ولا صلاحَ لهذه الأمَّة إلاَّ بالعَوْدة إلى المَعِين الصافي، إلى الإسلام الصحيح المعتدل، ورَحِم الله إمامَ دار الهجرة مالك بن أنس القائل: "لا صلاح لهذه الأمَّة إلاَّ بما صَلُحَ به أوَّلُها"، وهذه الدعوة للعودة للتراث ليستْ دعوةً للتخلُّف أو الرجعيَّة، وإنَّما دعوة للتمسُّك بمنابع الصلاح الأُولى التي سادتْ بها الأمَّةُ الدنيا، والمحافظة على العادات والأخلاق القويمة، ودعوةٌ للتخلُّص من الخُرافات والخزعبلات، والاعتصام بالعِلم والثقافة، وبمنهجية التفكير العربيِّ السليم.


فنون التأليف العربي
"يكفي أن تُقلِّبَ طرفَك في أثناء كتاب "كشف الظنون عن أسامي العلوم والفنون"؛ لحاجي خليفة، لتقرأ أسماءَ نحو مائتي عِلْم أو فن؛ كعِلم آداب البحث والمناظرة، والآلات الحربيَّة، والآلات الرَّصديَّة، وعلم انبساط المياه، وعِلم الأوزان والمقادير، والبيزرة، والبيطرة، وتدبير المدينة، وتدبير المنزل، وتركيب المداد، والجبر والمقابلة، والجِراحة، والجغرافيا، والجهاد، والحكمة، والرمي، والرياضة، والسياسة، والسيمياء، والشروط والسجلات، والصيدلة، والطبخ، والفتاوى، وقوانين الكتابة، والكحالة، والكيمياء، ومراكز الأثقال، والمرايا المحرقة، والمساحة، والمعادن، والمعمى، والملاحة، والنبات، والهندسة، والهيئة... إلى كثير جدًّا ممَّا أغفلتُ ذِكْرَه، هذه بعض أسماء علومهم، وهي قلٌّ من كثر - كما يقولون - وقد تكفَّل حاجي خليفة في كتابه بتوضيح مدلولاتها، وتقديم دراسات مُوجَزة عنها"[10].

نماذج ومفاخر
"إنَّ مؤرِّخي العلوم يعزون إلى أسلافِنا العرب ابتكاراتٍ في مجالات الهندسة والطِّب، والحساب والجبر، والمقابلة والبصريات؛ بل في مجال التشريع والاجتماع، وفلسفة التاريخ، والنقد الأدبي:
ففي الهندسة: نجد نُصَير الدِّين الطُّوسي (672) الذي كان أوَّلَ مَن جعل مِن حساب المثلَّثات عِلمًا خاصًّا منظَّمًا.
وفي الطب: نجد أبا بكر الرازي (321)، وهو أوَّلُ مَن استخدم فتيلةَ الجرح التي لا تزال مستخدمةً إلى الآن، وهو الذي ابتدع صُنعَ الخيوط الجراحية من مصارين الحيوان، وأوَّلُ مَن استخدم الرَّصاص الأبيض في المراهم.

وأبو علي الحسن بن سينا رئيس الأطباء، صاحب كتاب (القانون) الذي يُعدُّ أهمَّ مراجع الطب والعلاج، وهو الذي ذَكَر أنَّ السبيل الوحيد للشفاء من الأورام الخبيثة (السرطان) إنَّما هو الجراحة المبكِّرة في الأدوار الأولى للمرض، وأنَّ الاستئصال يجب أن يكون على نِطاق واسعٍ، وعُمْق كبير، مع العناية الشديدة بتعقيم المنطقة الباقية بعدَ الاستئصال.

كمَا يَذكُرون أنَّ ابن النفيس (698) كان أوَّلَ مَن اكتشف الدورة الجزئية للدم بين القلب والرئتين.

وللعرب مفخرةٌ عريضة في وضع عِلم الجبر والمقابلة، على يدِ العالم الكبير محمد بن موسى الخوارزمي (232)؛ فهو الذي ابتدعَه وسمَّاه، ووضع مصطلحاتِه، ولا يزال هذا الاسم العربيُّ مسيطرًا على جميع لغات العالَم.

وأمَّا علم البصريَّات، فنجد ابنَ الهيثم المصريَّ (432) يبتدع نظرياتِ الضَّوْء، ويضع في ذلك كتاب (المناظر) الذي يُعدُّ الدعامةَ الأولى في بناء هذا العِلم، وقد شَرَح فيه انكسارَ الضوء، وبيَّن كيف تتمُّ رؤية الأشياء، وهو سَبْقٌ علمي كبير.

ونجد كذلك سبقَ العرب في موسوعات الفقه الإسلامي كمبسوط السرخسي، ومدونة مالك، وكتب الفتاوى"[11].

"كما تُعدُّ (مقدمة ابن خلدون) لكتابه في التاريخ كنزًا من كنوز التفكير الاجتماعي، سيظلُّ أصلاً للفلسفة الاجتماعيَّة، وسيظلُّ مرجعًا للدارسين، مهما طالتِ الأزمان وكَرَّتْ الدهور"[12].

"ويُعدُّ معجم (مقاييس اللغة) للغويِّ العربيِّ الكبير ابن فارس مِن مفاخر التأليف العربي، بل يكاد يكون الفذَّ من نوعه من بين المؤلَّفات اللُّغويَّة، إن لم يك في المحيط اللغوي العالَمي، فنحن لم نعلمْ حتى الآن مؤلفًا لغويًّا آخر حاول أن يدرس موادَّ اللُّغة في ظِلِّ القياس المطَّرد في معظم تلك المواد، واستطاع أن يبتدعَ نظريةً لُغويَّة دقيقة تتمثَّل في إرجاع كلِّ مادة لغوية من موادِّ المعاجم إلى أصْل أو أصلين، أو عدة أصول معنويَّة، وقد يكون في المادة الواحدة مئاتٌ من الكلمات، مثل مادة (ربع)، وتُفسَّر كلُّ كلمة منها بتفسير خاص يخاله القارىء المطَّلِع أشتاتًا مختلفة، ولكن ابن فارس استطاعَ بحِذْقِه أن يَرُدَّها إلى ثلاثة أصول، وهي: الجزء من أربعة أشياء، والإقامة، والإشالة والرفع، على حين نجد ابنَ منظور في "لسان العرب" يتناول مفرداتِ هذه المادة ومشتقاتها في خمسَ عشرةَ صفحة كبيرة، يُخيَّل للباحث فيها أنَّ هناك مئاتٍ من الدلالات لمئات من الألفاظ"[13].

"ونستطيع أيضًا أن نَعُدَّ تراث أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في قمَّة التأليف في المعارف العامَّة، أو أن نقول: هو الذي فتَحَ الباب لِمَن جاء بعده من العرب وغيرهم، حتى أمكنَ المؤلفين في عصورنا الحديثة أن يُؤلِّفوا ما يُسمَّى بدائرة المعارف: Encyclopedia[14]



الإيمان بالتراث
تراثُ أيِّ أمَّة هو تاريخُها وكيانها، وأمَّة بلا ماضٍ أُمَّة بلا حاضر، وبلا مستقبل، والحِفاظُ على التراث وعلى التاريخ هو الحِفاظ على الكيان والهُويَّة، على الخُصوصيَّة التي منحتْنا وجودَنا بوصْفِنا أمَّة، هو الحفاظ على السبيل الذي يضمن استمرارَنا ونهضتَنا مِن غفوتنا.

"وكما أنَّ الوطن هو المهد الأوَّل - بعد التوحيد - للإنسان، يحنُّ إليه كلَّما بَعُدَ به المطافُ في بلاد الله، ويَشعُر في قرارة نفسِه بحبِّه وتفديته، ويَدين له أبدًا بالإعزاز مهما أغرتْه المغريات، وباعدتْ بينه وبين أرضِه ضروراتُ العَيْش، كذلك يُعدُّ التراث الفكريُّ هو المهدَ الأوَّل لتفكيره ولنفسه، وأيُّ انفكاك بين المرْءِ ودِينه أو وطنه، أو بين المرء وتُراثه - يخلق منه امرأً تتجاذبه أطرافُ الضياع، وفقدان النفس، وضياعُ النفس مدعاةٌ إلى التفكُّك والتخلخل، والشُّعورِ بالبؤس والمذلة اللَّتَيْن لا تطيب معهما الحياة"[15].


كيف تنهض الأمم؟
مِن المعلوم والثابت أنَّ نهضاتِ الأمم إنَّما تقوم على أساسين:
الأول: النظر فيما سَلَف لها مِن تراث، وإحياؤه.
والثاني: الإفادة من منابِعِ الفِكْر الخارجي، واستصفاء ما يتناسب مع فِكْرِها وتاريخها"[16].

ويصف الدكتور محمود الطناحي - رحمه الله - جيلَ البعث والإحياء، فيقول: "هذا الجيلُ الذي قام بعبءٍ ضَخْم، واحتمل عناءً باهظًا، وسَلَك ضروبًا مُضنية، حيث تصدَّى رجالُه لهذا التراث المخطوط، فاستنقذوه من عوادي الناس والأيَّام، ثم أحسنوا قرائتَه، وعاشوا في عصور تأليفه وتمثَّلوه، ثم تحمَّلوا أمانةَ أدائه وإضائته وفهرسته، فقدَّموا بذلك مادَّة مُحَرَّرَة، قامتْ عليها دراساتُ الدارسين، فلا دِراسةَ صحيحة مع غياب النَّص الصحيح المُحَرَّر، وكم رأيْنا مِن دراسات انتهتْ إلى نتائجَ غير صحيحة؛ لأنَّها اتكأتْ على نصوص مُحَرَّفة ومُزالة عن جِهتها..."[17].

ثم يقول: "وقد فَطِنَ لهذا المستشرِقون الذين اتَّجهوا إلى دراسةِ فِكْرنا وأدبنا، فهُم لم يتَّجهوا إلى تلك الدِّراسات إلاَّ بعد أن أعدُّوا مادَّتها، وهي النُّصوص، وقد بَذَلوا في ذلك جُهودًا مُضنيَة"[18].



ــــــــــــــــــــ
[1] انظر: "التراث العربي"؛ لعبدالسلام هارون، (ص: 3 – 5)، و"مناهج تحقيق التراث"؛ د. رمضان عبدالتواب، (ص: 8).
[2] "التراث العربي" (ص: 7).
[3] "نحو علم مخطوطات عربي"؛ د. عبد الستار الحلوجي، (ص: 9)، وانظر: مقال "ما المخطوط؟ " د. أحمد شوقي بنبين.
[4] "نحو علم مخطوطات عربي"؛ للحلوجي: عرض ومناقشة، محمود محمد زكي، (ص: 134).
[5] "لسان العرب"؛ لابن منظور، (حقق) (11/333).
[6] "التعريفات"؛ لعلي بن محمد الجرجاني، (ص: 75).
[7] "مناهج تحقيق التراث"؛ للدكتور رمضان عبد التواب، (ص: 5).
[8] "تحقيق نصوص التراث"؛ للغرياني، (ص: 7)، نقلاً عن: "قواعد تحقيق المخطوطات"؛ إياد خالد الطباع، (ص: 403)، وانظر: "محاضرات في تحقيق النصوص"؛ د. أحمد محمد الخراط، (ص: 9)، و"منهج البحث وتحقيق النصوص"؛ د.يحيى وهيب الجبّوري، (ص: 127).
[9] "دار العلوم ومكانها في البعث والإحياء"؛ د.محمود محمد الطناحي، ضمن (اللغة والأدب.. دراسات وبحوث)، دار الغرب الإسلامي: 2/825.
[10] باختصار عن: "التراث العربي" (ص: 10 – 11).
[11] السابق بتصرف، (ص: 12 – 13".
[12] السابق: (ص: 9).
[13] السابق (ص: 8 – 9) بتصرف، ومقال: "من التراث اللغوي.. معجم مقاييس اللغة"، ضمن (قطوف أدبية) لعبدالسلام هارون، (ص: 201).
[14] السابق (ص: 9 – 10) بتصرف.
[15] "التراث العربي" (ص: 14) بتصرف وزيادة.
[16] "دار العلوم ومكانها في البعث والإحياء"؛ (ص: 825).
[17] السابق نفسه.
[18] السابق (ص: 826).

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

التسويق في عالم المكتبات




في الزمن الحاضر لم يختصر التسويق فقط  للترويج عن سلع معنيه بذاتها بل اصبح مفهوم التسويق جانب مهم ورئيسي في الكثير من المجالات  .  وقد اصبح للتسويق كيانه الخاص حتى اصبح له مجالاته وتخصصاته وتفرعات عدة .
وسنرى فيما يلي وجه من اوجه التسويق الا وهو التسويق في عالم المكتبات وسنعرف التسويق وماهي المكتبه والمزيج الترويجي وماذا واجه التسويق من مشاكل وصعوبات في هذا المجال وكيف كانت اهميته في ذلك  ...




التسويق في بيئة المكتبات :     ( ١ )

وفقاً للجمعية الأمريكية للمكتبات American Library Association يعد التسويق في بيئة المكتبات والمعلومات مجموعة من الأنشطة الهادفة الى تعزيز التبادل والبناء السريع والاستجابة لهذه الخدمات . وتعنى هذه الأنشطة بإنتاج هذه الخدمات وتكلفتها وطرق توصيلها وطرق تحسينها .

المكتبة :هي أحدى منشات الخدمات , أو تلك التي تعرف بالمنظمات الخدمية التي ينتج عنها فقط خدمات أو التي تعمل – على الأقل – على توفيرها .بالرغم من تشابه المنشات التي تنتج خدمات مع تلك التي تنتج سلعاً مادية , على الأقل في الهياكل والأساليب والأدوات وأيضاً الأجهزة الإدارية , إلا أنه يوجد هناك بعض الخصائص المميزة التي تختص بها فقط منشات الخدمات .



المزيح التسويقي بالمكتبات :    ( ٢ )


  1. المنتج : خدمات المكتبة المتاحة للمستفيدين , كخدمة الإعارة بأنواعها المختلفة , وكخدمة المراجع , وكخدمات الوصول الى قواعد البيانات والمواقع الإلكترونية , وكالخدمات الخاصة الموجهة للفئات الخاصة , , كالأطفال وكبار وذوي الحاجات الخاصة .
  2. السعر : Price of Service المعنى بالتكلفة المباشرة والغير المباشرة لهذه الخدمة وأيضاً إيصالها لطالبيها .
  3. المكان : Place إعتبارات نقل وتوزيع الخدمة , فضلا عن مكان تقديم الخدمة ذاتها وإتاحتها للمستفيدين منها .
  4. الترويج : Promotion: الطريقة التي تخبر وتحيط بها المكتبة المستفيدين بإتاحة الخدمة وتحديد طرق ووسائل الوصول إليها .



معوقات التسويق في المكتبات :


  1. سوء فهم التسويق وتطبيقاته في بيئة المكتبات أو الاكتفاء فقط بالأساليب الرئيسية كالترويج .
  2. خوف وتردد بعض المكتبين في الزج بمفاهيم التسويق داخل المكتبة , ظنا منهم أن ذلك يدفع بمكتباتهم الى التربح , وبالتالي الميل عن أهدافها الحقيقة التي وجدت من أجلها .
  3. عدم الترحيب بإعلاء معتقد التسويق الأساسي " العميل " على محور عمل المكتبة الأصلي " الخدمة " .






أهمية التسويق لخدمات المكتبات:     ( ٥ )


ان اهمية التسويق ترتبط ايضا بدورة حياة المنتج او الخدمة التي تقدمها المكتبة، حيث اشار ( برايسون، 2003) الى ان معظم المنتجات والخدمات تمر من خلال عدة مراحل،
وهي : مرحلة التقديم للمنتج او الخدمة، ومرحلة نمو المنتج او الخدمة، ومرحلة نضج المنتج او الخدمة، واخيرا مرحلة تدهور المنتج او الخدمة، اي انخفاض الطلب على الخدمة بصورة سريعة. 

ويرى برايسون ان في دورة حياة المنتج يكون من الصعب احيانا فصل كل مرحلة عن المراحل الاخرى، وكذلك من الصعب تحديد طول كل مرحلة من هذه المراحل بالاضافة الى ذلك فانه من الصعب في اي مرحلة سوف يسقط فيها المنتج . والمح الى انه ليس بالضرورة ان تمر جميع المنتجات في المراحل المشار اليها، فبعض المنتجات قد تقفزمن مرحلة التقديم الى النضوج، والبعض الاخر قد لا يصل الى مرحلة النضج . وعلى سبيل المثال فان خدمات المصغرات الفيلمية في المكتبات العربية قد قفزت من مرحلة التقديم الى مرحلة الانحدار، ولم تمر بمرحلة النمو او مرحلة النضج، وعلى العكس من ذلك فان خدمات المعلومات على الانترنت قد وصلت في المكتبات الاجنبية الى مرحلة النضج، مرورا بمرحلة التقديم ومرحلة النمو، اما في المكتبة العربية فهي ما تزال في مرحلة التقديم، او في مرحلة النمو.  



دور المكتبات الجامعية الحكومية والخاصة في تسويق خدمات المعلومات من وجهة نظر العاملين فيها : محافظة اربد الاردن / د. تيسير أندوراس سليم  




المستخلص

هدفت هذه الدراسة الى التعرف على دور المكتبات الجامعية الحكومية والخاصة في تسويق خدمات المعلومات من وجهة نظر العاملين فيها. وقد استخدم الباحث لهذه الغاية استبانتين كأداتين للدراسة، الاولى ضمّت(25) فقرة غطّت مجموعة من خدمات المعلومات التي تقوم المكتبات الجامعية على تسويقها. والاستبانة الثانية ضمّت مجموعة من اساليب ووسائل التسويق في المكتبات الجامعية وعددها (17) فقرة. أما معاملي الصدق والثبات لهتين الأداتين فاشارا الى مناسبتهما لما صممتا لقياسه. طبقت الدراسة وأجريت المعالجات الإحصائية اللازمة التي أظهرت : بأن المتوسطات الحسابيةلإجابات افرد عينة الدراسة حول دور المكتبات الجامعية في تسويق خدمات المعلومات تراوح ما بين عالي جدا ومتدني. الا ان المعدل العام لهذه المتوسطات جاء متوسطا. وتبين بان اكثر الوسائل والاساليب التسويقية استخداما في المكتبات الجامعية تمثل بالهاتف والبريد العادي والفاكس واللوحات الاعلانية والارشاد والتوجيه. وكشفت نتائج فحص الفرضيات الثلاث عنوجود فرق ذات دلالة إحصائيةبين متوسطات اجابات أفراد عينة الدراسة على الأداة ككل بحسب متغير (الجامعة) ولصالح العاملين في الجامعات الحكومية، وبحسب متغير المؤهل العلمي جاءت الفروق لصالح فئة حملة درجة الماجستير والدكتوراه، اما متغير الخبرة فجاءت الفروق لصالح فئة الخبرة التي تقع بين 10 سنوات الى اقل من 15سنة. واختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي ركزت على ان: التسويق مطلبا عصريا في مجال عمل المكتبات الحكومية والخاصة، مهما كانت الاتجاهات وتنوعت الثقافات لدى العاملين، لان متطلبات المرحلة الراهنة تحظى باهمية المعرفة والمعلومة، وضرورة تسويقها باي شكل من الاشكال لسد حاجات المستفيدين واشباع رغباتهم. ودعم الخطط والبرامج الدراسية لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس بالمواد التي تعزز لدى الطلبة مفهوم التسويق وبرامجه المختلفة، وإجراء المزيد من الدراسات حول التسويق واهميته وبرامجه في المكتبات الجامعية الحكومية والخاصة الاخرى.








الاستشهاد المرجعي
( ٦ )    سليم، تيسير اندراوس. دور المكتبات الجامعية الحكومية والخاصة في تسويق خدمات المعلومات من وجهة نظر العاملين فيها: محافظة اربد الاردن . - Cybrarians Journal. - ع 27، ديسمبر 2011 .