السبت، 23 فبراير 2019

التراث المخطوط وتحقيقه وأنواع المخطوطات

نتيجة بحث الصور عن المخطوط صور


ورد فى كتاب : تحقيق النصوص ونشرها / عبد السلام هارون .- القاهرة: مكتبة الخانجي ، 1998 .- 160ص { العالم المؤرخ المحقق عبد السلام هارون أحد أشهر محققي التراث العربي في القرن العشرين. ولد عبد السلام هارون في مدينة الإسكندرية في 25 ذي الحجة 1326 هـ توفي عبد السلام هارون في 16 إبريل 1988 بعد حياة علمية حافلة }
كيف تجمع الأصول وتفحص :
لعل من البديهي أنه لا يمكن بوجه قاطع أن نعثر على جميع المخطوطات التي تخص كتابا واحدا إلا على وجه تقريبي . ويواجه فاحص النسخ المخطوطة جوانب شتى يستطيع بدراستها أن يزن المخطوطة، ويقدرها قدرها وهذه أهمها:
1- عليه أن يدرس ورقها ليتمكن من تحقيق عمرها، ولا يخدعه ما أثبت فيها من تواريخ. 2- ومدادها ليتضح له قرب عهده أو بعده.
3- وخطها، فلكل عصر نهج خاص فيه.
4- واطراد الخط في النسخة، حتى لا تكون ملفقة.
5- وأن يفحص عنوان الكتاب وما يحمل صدره من إجازات وتمليكات وقراءات، وقد توجد في ثنايا الكتاب بعض تعليقاتهم أو ما يدل على قراءتهم.
7- وأن ينظر إلى أبواب الكتاب وأجزائه، حتى يستوثق من كمال النسخة، وصحة ترتيبها. وينظر في خاتمته لعله يتبين اسم الناسخ وتاريخ النسخ.
وقد يجد الفاحص أمورا أخرى تعاونه على تقدير النسخة، فلكل مخطوط ظروف خاصة تستدعي دراسة خاصة.
- التحقيق :
هذا هو الاصطلاح المعاصر الذي يقصد به بذل عناية خاصة بالمخطوطات حتى يمكن التثبت من استيفائها لشرائط معينة. فالكتاب المحقَّق هو الذي صح عنوانه واسم مؤلفه ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركه مؤلفه عليها، وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن تتناول البحث في الزوايا التالية:
1- تحقيق العنوان:
فبعض المخطوطات يكون خاليا من العنوان، فيحتاج المحقق إلى إعمال فكره في ذلك بطائفة من المحاولات التحقيقية, كأن يرجع إلى كتب المؤلفات كابن النديم، أو كتب التراجم. وأحيانا يقع التزييف بإثبات عنوان واضح على النسخة ولكنه يخالف الواقع. وقد ينطمس جزء من العنوان مما يساعد كثيرا على التحقق من العنوان الكامل متى وضح معه في النسخة اسم المؤلف.
2- تحقيق اسم المؤلف:
لا بد من إجراء تحقيق علمي يطمئن معه الباحث إلى أن الكتاب نفسه صادق النسبة إلى مؤلفه، فليس يكفي أن نجد عنوان الكتاب واسم مؤلفه في ظاهر النسخة أو النسخ لنحكم بأن المخطوطة من مؤلفات صاحب الاسم المثبت، فقد يقع التزييف في أسماء المؤلفين كما يقع في العناوين، وقد يشترك كثير من المؤلفين في عنوانات الكتب. مما يؤيد نسبة الكتاب لدى المحقق أن يعثر على طائفة معقولة من الكتاب منسوبة إلى مؤلف معين في نقل من النقول.
3- تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
ليس بالأمر الهين أن نؤمن بصحة نسبة أي كتاب كان إلى مؤلفه، ولا سيما الكتب الخاملة التي ليس لها شهرة. وقديما تكلم الناس في كتاب العين المنسوب إلى الخليل، وقد ذكر السيرافي في كتاب أخبار النحويين أن الخليل "عمل أول كتاب العين". ونبه العلماء إلى أن مثل هذا التأليف لا يصح أن ينسب إلى رجل قارب الغاية في الفضل مثل الخليل. فمعرفة القدر العلمي لمؤلف ما يُسعف في التحقق بنسبة الكتاب. وتعد الاعتبارات التاريخية من أقوى المقاييس في تصحيح نسبة الكتاب أو تزييفها.
4- تحقيق متن الكتاب:
التحقيق أمر جليل، يحتاج من الجهد والعناية إلى أكثر مما يحتاج إليه التأليف. وهو نتاج خلقي، لا يقوى عليه إلا من وهب خلتين شديدتين: الأمانة والصبر. ومعناه أن يؤدى الكتاب أداء صادقا كما وضعه مؤلفه كمّا وكيفا بقدر الإمكان. وليس تحسينا أو تصحيحا، وأيّ ضرب من التصرف عدوان على حق المؤلف الذي له وحده حق التبديل والتغيير.
إلا أن بعض النُسّبخ مَن يقوم باستخدام الطباعة الحجرية وهي طباعة أولية مفادها الكتابة على الحجر فى إخراج مخطوطاتهم .
- الليثوغرافيا: الطباعة الحجرية ، الطباعة على الحجر lithography
طريقة في الطباعة عن سطح أملس من حجر الكلس limestone أو ســــــطح معدنيّ مخشَّن. وهذه الطريقة تقوم على مبدأ استحالة امتزاج المادة الدهنية بالماء. تُرسَم الصورة أو الكلمات أولاً على السطح الحجري أو المعدني بحبر دُهني يُعرف بالحبر الليثوغرافي lithographic ink
ثم يُمسَح السطح بالماء فيَعْلَقُ الماء بالأجزاء غير المحـبَّرة ويرتدّ عن الأجـــــــزاء المحبَّرة لأن المادة الدهنية الموجودة في الحبر تَطْرده. ومن ثم يُضــغط السّطح على الورق بآلة طباعية خاصة ، وقد اكتُشفت الليثوغرافيا عام 1796 وهي تُستخدم أكثرَ ما تُستخدم في طبع الرسوم الفنية
إذ يذكرالدكتور عبد الهادي الفضلي في كتابه (تحقيق التراث / عبد الهادي الفضلي .- جدة : مكتبة العلم ، 1982) { ص 21 الحاشية}
الطباعة الحجر هي "أن يرسم (الناسخ )ما يريده بحبر زيتي أو قلم خاص ثم يلصقه بحجر أملس مستو، ويرطب الحجر بالماء ،فاذا مرت عليه الاسطوانة المدهونة حبراً استمدت الكتابة من الحبر وبقيت الأجزاء الرطبة نظيفة، ثم يضغط الورق على الحجر فتخرج الكتابة نظيفة وتسمى المطبعة التي تعمل هذا العمل مطبعة الحجر“
ويذكرأ. د. عابد بن سليمان المشوخي في كتابه (المخطوطات العربية: مشكلات وحلول) { فى فصل بعنوان (الكتب المطبوعة على الحجر) } الطباعة الحجرية: هي طباعة أولية مفادها الكتابة على الحجر أولا وكبسها ثانيا على الورق، وذلك أن يرسم الناسخ ما يريده بحبر زيتي أو نحوه ثم يلصقه بحجر أملس مستو ويرطب الحجر بالماء، فإذا مرت عليه الأسطوانة المدهونة حبرا استمدت الكتابة من الحجر، وبقيت الأجزاء الرطبة نظيفة، ثم يضغط الورق على الحبر فتخرج الكتابة نظيفة.
كما يذكرأ. د. عابد فيقول : إن ضوح الخط فى بعض صفحات المخطوطات المطبوعة طباعة حجرية وعدم وضوح الحروف والكلمات فى أحيان أخرى؛ وذلك مرَده لكثافة المِداد {الحبر} فى بعض الصفحات وخفته وعدم وضوحه فى صفحات أخرى ، أو أن ذلك مرَِده إلى قوة الضغط اليدوى على آلة الطباعة المُستخدمـة أوضعفها .
يوجد من الخصائص والصفات التى تتمتع بها المطبوعات طباعة حجرية :
1- تتصف المطبوعات طباعة حجرية بخفة وزنها مقارنةً سواء فى عدد الأوراق والحجم للمخطوطات الأصلية المنسوخة بخط اليد .
2- الورق المستخدم فى المطبوعات طباعة حجرية يتسم بالملمس السميك حتى يتحمل الضغط الشديد أثناء الطباعة .
3- الاقتصار على الحبر الأسود فى المطبوعات طباعة حجرية بينما قد تُنْسَخ ويستخدم الناسخ فى المخطوطات المنسوخة باليد أكثر من لون من ألوان المِداد.

- أنواع المخطوطات العربية:
تنقسم المخطوطات العربية من حيث طبيعتها إلى ستة أنواع أهمها :
1- المخطوط الأم: . و هو الذي كتب بخط المؤلف و يستوفي هذا النوع الملامح المادية للمخطوط العربي و قد كان المؤلفون من العرب يضعون نسخة الأم بخزانة دار الخلافة حتى تصبح مراجعتها و استنساخ نظائرها و مقابلتها جغرافيا وتاريخيا. 2- المخطوط المنسوب: وهو المتولد من المخطوط الأم و المقابل عليه ويتم التعامل معه بنفس الدرجة من الصحة.
3- المخطوط المرحلي: وهو الذي يؤلف على مراحل ،فيؤلف أول مرة وينشر بين الناس ثم يضيف المؤلف إضافة تزيد على ما في المرحلة السابقة مثل:كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان و كتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة لمعان الطباع.
4- المخطوط المبهم: ويمكن أن نسميه المقطوع أو المعيب لأنه لايرتفع بنسبته إلى المخطوط الأم، و صحته غير موثوق بها و فيه عيوب كنقصان الورقة الأولى التي يحتوي على اسم المؤلف و العنوان أو قد يكون فيه تقديم وتأخير أو تكرار....و سبل تصحيحه أن تحلل جميع حروفه بالمقابلة مع المخطوطات.
5-.المخطوط المصور:في كثير من الدراسات المتعلقة بالفنون الإسلامية نجد أن الكثير من المخطوطات مصورة، ودراسة هذا النوع تتطلب معرفة و دراية بأمور التصوير و خبرة فنية لمعرفة ما تحتويه الصور من لمسات فنية و تغييرات كتابية
6-المخطوط على شكل مجاميع: توجد مخطوطات كثيرة ضمن اسم مجمع أو مجاميع، ويكون المجموع مجلد يحتوي على عدد من المؤلفات الخطية أو الأجزاء الصغيرة أو الرسائل.

- الأدوات التي يكتب بها المخطوط
1-لأقلام:كان العرب يطلقون على القلم لفظ اليراع والمزبر أخد من قولهم زبرت الكتاب أي أتقنت كتابته,هناك عدة من أقلام العربية وذلك لأن كل مادة يكتب عليها تحتاج لأداة معينة يكتب بها ومن أشهر الأنواع التي شاع استخدامها قديما قلم البوص :وهو يصنع من البوص وأحيانا يسمى قلم القصب
2-قلم الخشب :وهو يصنع من أغصان الأشجار
3-قلم العظم :وكان يصنع من العظام الرفيعة ،قلم الريش :وكانوا يأخدونه من ريش الطيور خاصة ريش الذيل
5-الأحبار:يسمى كذلك بالمداد لأنه يمد القلم بالمادة الملونة التي يكتب بها و الأحبار هي في الغالب أصباغ كميائية معدنية عضوية وكانت تجلب من الصين كما كانت تصنع في بلاد العرب وللحبر أنواع متعددة حسب المواد التي يصنع منها أو التي تضاف اليه ومن أهم ماعرف من الأحبار القديمة الحبر الكربوني وهو مايركب من: السناج(الدخان) لاعطاء اللون الأسود الصمغ لتثبيت اللون ،الماء أو الخل لاذابة السناج والصمغ.
وهناك نوع اخر من الحبر يصنع من العفص (ثمار شجر البلوط),و الزاج( كبريتات الحديد و الصمغ ويسمى هذا النوع ب الحبر المطبوخ حيث تطبخ مكوناته على النار أثناء التجهيز،يوجد ايضا حبر يصنع من الورد الجوري حيث يوضع في مرجل ويغلي الورد جيدا،ثم يقطر ماءه فتبقى العصارة حيث يضاف اليها حديد يتأكسد ويغير لون العصارة ويصبح أسود ثم تجفف المادةحتى تصبح حبيبات تطحن فيما بعد طحنا جيدا وتذاب في ماء حار لتكون حبرا أسود .
6- المرسام أو الفرشاة: يستعمل في النصوص المكتوبة على البردي بالخطوط السميكة تعتمد في كتابتها على الحبر الكاربوني .
7- المشبك:يستخدم لتثبيت الورق يدعى الملزمة يستعمل عند الكتابة
8- السكين أو السكينة: أداة حادة تستعمل لبرء القلم
9- الكرسي (المرفعة): تظهر كقطعة أداة يمكن طيها عند فتحها تأخد هيئة الحرف x
10-المحبرة(الدواة) :كانت المحبرة مزودة من الحرير أو الصوف أو القطن سماها العرب كرشفا يوضع فيها المداد

الخُلاصة : إن تحقيق المخطوط وتحليل نوعية الورق أو مادة الكتابة ونوع المِداد والأحبار للوقوف على النسخة الأصلية " المخطوط الأم " كل هذه الخطوات هى فى مُكْنة علم الوثائق وليس علم المكتبات .
قائمة المراجع: { مُستفــــــاد من هذه المراجع }
§ الكتب:
§ قندليجي،عامر إبراهيم.ربحي ,مصطفى عليان.مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى عصر الانترنت.عمان:دار الفكر، 2000
§ كليب، فضل جميل .خليل عبيد،فؤاد محمد.المخطوطات العربية فهرستها علميا وعمليا.عمان :دار جرير ،2005
§ النشار، السيد السيد .في المخطوطات العربية.مصر:دار الثقافة العلمية،1997.
§ نهر،هادي.تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها:المناهج و القواعد و الإجراءات.الأردن:دار الأمل،2005
§ السنطبي،محمد عصام .أول مخطوط وأخرها
§ بنين ،احمد شوقي .،طوبي مصطفى .معجم مصطلحات المخطوط العربي قاموس كيدوكولوجي
§ المذكرات:
§ مزلاح،رشيد.الأنظمة الآلية ودورها في تنظيم مخطوطات مكتبة جامعة الأمير عبد القادر واقع وأفاق .مذكرة ماجستر,علم المكتبات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق